قال دبلوماسي إماراتي بارز إن بلاده والولايات المتحدة تواجهان “اختبار ضغط” في علاقتهما، في الوقت الذي تسببت فيه الحرب الروسية في أوكرانيا في توتر العلاقات.
وكان يوسف العتيبة، السفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة، يتحدث بعد أيام من امتناع أبوظبي عن التصويت في مجلس الأمن الدولي على قرار يطالب بانسحاب روسيا من أوكرانيا.
وقال العتيبة في المؤتمر الدولي لصناعة الدفاع والتكنولوجيا والأمن في أبو ظبي: “علاقتنا مع الولايات المتحدة مثل أي علاقة”.
وأضاف: “إنها أيام قوية حيث تكون العلاقة صحّية للغاية، وأيام تكون فيها العلاقة محل تساؤل”.
وقال السفير الإماراتي: “اليوم نجتاز اختبار تحمّل، لكنني على ثقة من أننا سنخرج منه وسنصل إلى مكان أفضل”.
وتستضيف الدولة الخليجية الثرية القوات الأمريكية وهي شريك استراتيجي لواشنطن منذ عقود، لكن علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع روسيا آخذة في النمو.
وامتنعت الإمارات، التي تتولى حاليًا رئاسة مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة عن التصويت على مشروع قرار أمريكي ألباني يدين الغزو الروسي لأوكرانيا.
وصوّت مجلس الأمن على تمديد حظر الأسلحة ليشمل جميع الحوثيين في اليمن المدعومين من إيران.
وبعد أن صوتت روسيا، المقربة من إيران، لصالح القرار الذي تدعمه الإمارات، أشار دبلوماسيون إلى إبرام اتفاق بين موسكو وأبوظبي.
كما لم تُبد الدولة الخليجية أي اهتمام بزيادة إنتاج النفط بعد ارتفاع الأسعار بشدة بسبب الغزو الروسي، قائلة إنها لا تزال ملتزمة بتحالف أوبك +، الذي تقوده السعودية وروسيا ويسيطر على مستويات الإنتاج.
وتأتي التطورات الأخيرة بعد أن أطلقت القوات الأمريكية صواريخ باتريوت الاعتراضية للمساعدة في إحباط هجوم صاروخي للحوثيين على أبو ظبي في يناير وقتل ثلاثة من عمال النفط في هجوم سابق.
وفي ديسمبر، هددت الإمارات بإلغاء شرائها الضخم لطائرات مقاتلة أمريكية من طراز F-35، احتجاجًا على الشروط الصارمة التي فرضتها واشنطن بشأن المخاوف من الصين.
وتحسنت العلاقات الإماراتية مع الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، بعد فترة أكثر برودة خلال فترة باراك أوباما.
لكن الرئيس جو بايدن، الذي كان نائب رئيس أوباما، عاد بسرعة إلى موقف أكثر صرامة إلى حد ما بشأن حقوق الإنسان وصفقات الأسلحة.
كما أعاد فتح المفاوضات مع إيران التي طالما اتهمتها دول الخليج بخلق فوضى إقليمية.
وقال العتيبة إن تركيز الإمارات قد تحول إلى “الشراكة” مع الاقتصادات الكبرى مثل الولايات المتحدة في مجالات مثل الدفاع والتكنولوجيا، بدلاً من مجرد “الشراء”.
وقال: “أعتقد أنه من العدل القول إنه قبل 10 أو 20 عامًا، كان يُنظر إلى الإمارات على أنها مشتر تقليدي للتكنولوجيا المتقدمة”.