قالت مجلة “الإيكونوميست” إن الكيان الصهيوني والسعودية يسعيان لتمديد كوابل إنترنت بحرية، وذلك في مقدمةٍ لتطبيع العلاقات بين الطرفين.
ولن يُسهم الكيبل الجديد، الذي يعد جزءًا من كيبلين بحريين أطول يمتد على طول الطريق من فرنسا إلى الهند، بتحسين السرعة وخفض التكلفة التي يمكن أن تنتقل بها المعلومات بين أوروبا وآسيا فقط، بل إنه سيسرّع قيام تحالفٍ إقليمي جديد بين الكيان ودول الخليج التي كانت تعتبره ذات يوم عدوًا.
وستعكف كلاً من شركة “جوجل” و”تيليكوم إيطاليا” على تمديد المشروع الذي من المقرر الانتهاء منه خلال عامين.
يُذكر أن جميع كيبلات الإنترنت الأخرى بين أوروبا وآسيا تمر عبر مصر على طول الطريق لقناة السويس، أو تضطر للانعطاف طويلاً للغاية حول إفريقيا.
وتعتقد الحكومة المصرية أن أكثر من 90٪ من البيانات بين هذه المناطق تمر عبر أراضيها، فيما تتذمر شركات الإنترنت من أن هذا الاحتكار شبه الكامل يسمح لمصر بفرض رسوم عبور باهظة كما أنهم قلقون من أن هذا الاختناق يجعلهم عرضة للاضطراب.
لكن بالنسبة للكيان الصهيوني، فإن الكبيل الجديد، المسمى “بلو رامان” أكبر بكثير من مجموع 16 زوجًا من خيوط الألياف الضوئية. كما أنه يمثل ذوبانٍ للجليد الدبلوماسي في المنطقة.
ويقول مسؤول صهيوني: “لأكثر من سبعة عقود، تجاوزت جميع طرق التجارة وشبكات الاتصالات في الشرق الأوسط للكيان وللمرة الأولى منذ قيامه، أصبحنا جزءًا من بنية تحتية إقليمية”.
ورسميًا، لا توجد علاقات دبلوماسية بين “تل أبيب” والرياض.
ويتكون هذا المسار رسميًا من كيبلين منفصلين، أحدهما ينتهي في ميناء العقبة الأردني، والآخر يبدأ في مدينة إيلات الصهيونية المجاورة، فيما سيتم تمديد الكوابل بدعم من الحكومتين السعودية والصهيونية.
يُذكر أن المسؤولين السعوديين الذين يرغبون في استخدام الكيبل لتوصيل مدينة “نيوم” لم يُعلقوا على المشروع، في الوقت الذي كان ولي العهد محمد بن سلمان يدفع بهدوء المملكة نحو توثيق العلاقات مع الكيان.
لكن الملك سلمان بن عبد العزيز يعتقد منذ فترة طويلة أنه لا يمكن إقامة علاقات طبيعية مع الكيان حتى يحقق الفلسطينيون قيام دولتهم.
وقبل أيام، قال ولي العهد السعودي إن محمد بن سلمان قال في مقابلة مع مجلة أميركية، إن المملكة تنظر إلى الكيان الصهيوني بل “كحليف محتمل”.