قال تقرير إخباري إن الغزو الروسي لأوكرانيا كشف عن 11 انقسامًا لا يمكن تصوره بين واشنطن وحليفين خليجيين رئيسيين، وهما المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة الذين يعتبران بمثابة عملاقان نفطيان يزداد استقلالهما على الساحة الدولية.
وامتنع أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، الذين دعموا واشنطن لعقود، عن دعم إدارة الرئيس جو بايدن في جهودها لخنق موسكو من دبلوماسية الطاقة والغذاء.
وقال عبد الخالق عبد الله، أستاذ العلوم السياسية في الإمارات، لشبكة CNN: “لا ينبغي النظر إلى الإمارات على أنها دمية في يد الولايات المتحدة”.
وأضاف: “يجب أن نتصرف وفقًا لأولوياتنا، رغم أن علاقاتنا مع واشنطن جيدة جدًا”.
وبالنسبة للمحللين، فإن هذا الموقف الجديد لدول الخليج، والذي يأتي بعد عدة خلافات في السنوات الأخيرة -بما في ذلك مقتل الصحفي جمال خاشقجي على يد الكوماندوز السعودي في اسطنبول عام 2018 -هو نقطة تحول في العلاقات مع واشنطن، التي بقيت لفترة طويلة “حامية “لهذه الدول.
من جهتها، قالت “آن جادل”، المساهمة المنتظمة في معهد “مونتين” لدول الخليج، لوكالة فرانس برس: “هذه بالتأكيد مرحلة مهمة في العلاقات بين الخليج والولايات المتحدة”.
وبحسب قولها، فإن دول الخليج “تدرك أن عليها الاستعداد لشرق أوسط مختلف، وأن ميزان القوى يتغير بشكل عام” على المستوى العالمي.
ورفضت الإمارات، التي تتولى حاليًا رئاسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، التصويت في فبراير لصالح مشروع قرار أمريكي يدين غزو أوكرانيا.
وأدى الصراع إلى ارتفاع تكاليف الطاقة، لكن دول الخليج تقاوم حاليًا الضغوط الغربية لزيادة إنتاج النفط لخفض الأسعار.
وأكد السعوديون التزامهم بتحالف أوبك + النفطي، بقيادة موسكو والرياض. وجددت الإمارات، الخميس، احترامها للالتزامات التي قطعتها في هذا السياق، بعد يوم من تصريحات سفيرها في واشنطن لصالح زيادة الإنتاج.
ولم يتحدث الرئيس الأمريكي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، منذ توليه منصبه، حيث تعهد جو بايدن بمعاملة المملكة كدولة “منبوذة” بعد مقتل خاشقجي، فيما ينسب إلى بن سلمان من قبل وكالة المخابرات المركزية.
ويعود تحالف الولايات المتحدة مع المملكة، ثم مع دول الخليج المجاورة، إلى عام 1945، بناءً على صفقة “النفط مقابل الحماية”.
ولطالما اعتبرت دول الخليج، التي تستضيف قوات وقواعد أمريكية وأجنبية، دمى في يد الأمريكيين.
وبدأ هذا الوضع يتغير في عام 2011، عندما قام الربيع العربي بتهميش القوى العربية التقليدية مثل مصر وسوريا، مما سمح لدول الخليج، التي يُنظر إليها على أنها مستقرة ومزدهرة، بلعب دور أكبر في المشهد الإقليمي.
وتسببت العديد من الإحباطات في توتر العلاقات مع واشنطن، سيما انفتاح بايدن على إيران أو رفض الولايات المتحدة وصف الحوثيين بـ “الإرهابيين”.
لكن القضية الأمنية هي جوهر المشكلة مع غياب رد أمريكي قوي بعد الهجوم على منشآت النفط السعودية في عام 2019، ورغبة واشنطن المعلنة في تقليص التزاماتها العسكرية في الشرق الأوسط.