قال معهد أبحاث “كوينسي” لفن الحكم إن استمرار الحرب السعودية والإماراتية ضد اليمن من شأنه أن يقوض استقرار الشرق الأوسط ويمنح فرصةً لعودة تنظيم القاعدة المتشدد.
وحث الباحث والمحلل السياسي الأمريكي “ويليام دي هارتونج” إدارة الرئيس الأمريكي على عدم تأييد الرياض وأبوظبي “لأن ذلك سيضر بالمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط حيث تخوض الدولتين حربًا دامية ضد الشعب اليمني”.
وقال الباحث إن توثيق العلاقات العسكرية الأمريكية مع المملكة والإمارات يطرح قضايا خطيرة تتعلق بحقوق الإنسان، والتي يجب أن تكون سببًا كافيًا لقطع الدعم العسكري الأمريكي عنهما.
وقال “هارتونج” إن التقرب من نظامي الرياض وأبوظبي يقوّض أيضًا المصالح الأمنية الأمريكية في الشرق الأوسط وما وراءه.
وأضاف الباحث أن هذا السلوك المتهور من قبل قوات التحالف لا يقلل فقط من سمعة الولايات المتحدة ونفوذها في الشرق الأوسط الكبير؛ ولكنه يهدد أيضًا بجرّ واشنطن إلى المزيد من الصراعات هناك في وقت يجب أن تُعيد فيه تقييم بصمتها العسكرية في المنطقة.
وتوترت العلاقات الأمريكية مع البلدين الخليجيين بسبب تضاؤل دعم إدارة بايدن للحرب التي تقودها السعودية على اليمن والمحادثات في فيينا التي تهدف إلى إحياء اتفاق إيران لعام 2015.
وبالرغم من ذلك، تردُ تقارير أن إدارة بايدن تتواصل مع السعودية والإمارات لحثهما على زيادة إنتاجهما النفطي لموازنة الاضطرابات في السوق العالمية الناجمة عن العقوبات المفروضة على روسيا.
ووفقًا لصحيفة “وول ستريت جورنال”، رفض كل من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد التحدث عبر الهاتف مع الرئيس الأمريكي بايدن في محاولة للفت الانتباه الأمريكي إلى المقايضة التي يسعيان إليها، وهي “مزيد من إنتاج النفط لمزيد من الأسلحة والمساعدة في القتال ضد اليمن.
وحذر الباحث من أن استسلام الولايات المتحدة “لمطالب السعودية والإمارات بشأن اليمن سيكون خطأ كارثي لمصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، والأكثر مأساوية لشعب اليمن”.
وقال الباحث: “هناك طرق أخرى لجلب المزيد من النفط إلى السوق الدولية، بما في ذلك رفع العقوبات عن إيران”.
وحث إدارة بايدن على عدم “نسيان الدمار الذي سببته الحرب السعودية المدعومة من الولايات المتحدة في اليمن”.
وتقدر الأمم المتحدة أن هناك ما لا يقل عن 377 ألف حالة وفاة مباشرة وغير مباشرة نتيجة للحرب التي بدأها تحالف تقوده السعودية قبل 7 أعوام، فيما وصلت الضربات الجوية السعودية إلى أعلى مستوياتها منذ أبريل 2018، وأدى الحصار السعودي على اليمن إلى توقف واردات الوقود الضروري لتشغيل المستشفيات وتلبية احتياجات الحياة اليومية، مما تسبب في مزيد من المعاناة والوفيات للمدنيين الأبرياء.