قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن الهدف الرئيسي من الضربات الجوية القاسية التي توجهها السعودية إلى اليمن تأتي في مسعىً لإجبار الحوثيين على التفاوض، فيما يدفع المدنيون ذلك الثمن الباهظ.
وتعثرت محادثات السلام منذ شهور مع محاولة الحوثيين السيطرة على مأرب.
وحثت الولايات المتحدة والأمم المتحدة، المملكة على تخفيف الضربات الجوية في اليمن، لكن المسؤولين في الرياض واليمن يقولون إنهم يعتزمون ضرب الحوثيين بشكل أشد.
ويأتي العنف المتصاعد بعد سبع سنوات من إطلاق المملكة ومجموعة صغيرة من الدول المتحالفة معها حملة قصف قالت الرياض إنها ستستغرق بضعة أسابيع فقط لهزيمة الحوثيين.
وبدلاً من ذلك، استمرت الحرب وخلقت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث قدرت الأمم المتحدة أن أكثر من 377 ألف شخص قد لقوا حتفهم نتيجة للحرب، 70٪ منهم أطفال.
كما منحت الحرب في اليمن إيران فرصة لتحويل مقاتلي الحوثي إلى أحد أكثر حلفاء طهران مهارة، حيث يمكن للجماعة اليمنية الآن إطلاق طائرات بدون طيار متطورة وإطلاق صواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب أبوظبي والرياض لمسافات تفوق 800 ميل.
وبينما يقول المقاتلون المدعومون من السعودية إنهم حققوا بعض المكاسب في الأسابيع الأخيرة، لا يزال الحوثيون يسيطرون على عاصمة البلاد وجزء كبير من المرتفعات الشمالية في البلاد، حيث تحتفظ الحكومة اليمنية المنقسمة وحلفاؤها بالسيطرة الهشة في الجنوب والشرق.
وبحسب تقرير الصحيفة: إذا استولى الحوثيون على مأرب، فسيمنحهم ذلك سيطرة فعالة على شمال اليمن بالكامل، إلى جانب أموال النفط التي يمكنهم استخدامها لمواصلة تمويل معركتهم.
وقال مسؤول سعودي كبير: “إذا سيطروا على مأرب، فسوف نخسر الحرب ونفقد الأمن والاستقرار في المنطقة”.
ويركز الحوثيون على مأرب في محاولة لتوجيه ضربة منهكة للحكومة المدعومة من السعودية. ويقول مسؤولون سعوديون إن الحوثيين يرفضون التفاوض أثناء محاولتهم السيطرة على مأرب.
وقال نصر الدين أمير، نائب وزير الإعلام الحوثي، إن المسلحين ما زالوا يحتلون الأفضلية. وأضاف: “نحن من نحقق تقدمًا على الأرض، أما هم فيحاولون إخبار العالم أنهم غيروا ميزان القوى لصالحهم، لكن هذه كذبة كبيرة”.