شدوى الصلاح
قال المعارض السعودي ماجد الأسمري، إن شكوى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من غياب الإشادة الأميركية، بما يزعمه من تحديث المملكة وإصلاح وضع المرأة، جاء معبراً عن استياءه من عدم مقابلة التنازلات الكبيرة التي قدمها على حساب ثوابت الشعب استرضاء لأميركا والقوى الغربية.
وأضاف في حديثه مع الرأي الآخر، أن الغرب يؤيد ما يفعله ولي العهد في هذه الجوانب مع وجود موانع للإشادة نابعة من الإحراج الكبير الذي يقع على الإدارة الأميركية من سوء صنيع النظام السعودي، وما ظهر منه منذ تولي بن سلمان ولاية العهد وتحديدا المجموعة المتحكمة بالسياسات الحالية.
وأوضح الأسمري، أنه يعني بالمجموعة المتحكمة بالسياسات الحالية، ولي العهد ومن يحيط به من المستشارين الذين غيروا جذرياً الطريقة السعودية الكلاسيكية الهادئة التي كانت تعتمد التدرج واحتواء المتدينين إلى حد ما في تنفيذ الرغبات الغربية للداخل السعودي.
وأكد أن إحجام الساسة الأميركيين عن الإشادة بالتنازلات التي يقدمها لهم بن سلمان على حساب الشعب يرجع إلى تشوه صورة النظام السعودي بشكل غير مسبوق بعد اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول ٢٠١٨.
وأرجع الأسمري، التجاهل الأميركي أيضا إلى حملات الاعتقالات والتخوين للناشطات والناشطين خاصة المعنيين بحقوق المرأة، المعروفين حول العالم والذين تضاعفت شهرتهم بعد اعتقالهم في عهد سلمان والتنكيل بهم وتعذيبهن والتحرش بهن وتعرضهن لانتهاكات أخرى جسيمة بحقهن.
وأضاف أن ذلك دفع الدوائر السياسية هناك للتغاضي عن أي شيء حققه بن سلمان استرضاء لهم حتى لو كان مما يطمح له الغرب في المملكة تجنباً للحرج الكبير من الإشادة بعد فضيحة اغتيال خاشقجي واعتقال الناشطات السلميات.
ورأى المعارض السعودي، أن بن سلمان فشل تماماً في كسب رضا الإدارة الأميركية الحالية وخسر هو ووالده الملك سلمان، تأييد تيارات واسعة من المحافظين والمتمسكين بالثوابت الإسلامية من شعبنا جراء برامجهم التي تقاطعها فئات كبيرة من الشعب.
واعتبر عدم إشادة الغرب بتنازلاته ومتاجرته بالمرأة وبحقوقها، نتيجة طبيعية لمن يقدم رضا الآخرين على حساب دين ومبادئ وثوابت شعبه الذي يحكمهم جبرا وقهرا ويسجن كل مخالف لتوجهه السياسي منهم ولو لم ينطق به.
يشار إلى أن مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان، التقى الأسبوع الماضي، ضمن جولة إلى دول عدة بالمنطقة، ولي العهد السعودي، وأفادت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، بأن بن سلمان اشتكى له من عدم حصوله على أي إشادة أميركية لدوره في تحديث المملكة وتوسيع حقوق المرأة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأميركيين ردوا على ذلك بأن هناك مطلبا من الحزبين في الكونغرس بأن تفعل الرياض المزيد في مجال حقوق الإنسان.