قالت مجلة “بلومبيرغ” الأمريكية إن إيجاد فرص عمل للشباب السعودي الذي يقدر بمئات الآلاف، ستضاف إلى مهام الأمير السعودي محمد بن سلمان.
وأضافت المجلة أن خلق فرص العمل هو أكبر تحد داخلي يواجه ولي العهد في الوقت الذي يعيد فيه تشكيل اقتصاد يعتمد منذ فترة طويلة على تصدير النفط والعمالة المستوردة.
ووصلت البطالة في المملكة إلى مستوى قياسي بلغ 15٪ العام الماضي، عندما تسبب فيروس Covid-19 في انتكاس خطة رؤية 2030 للحاكم الفعلي لتحويل المملكة المحافظة إلى مركز إقليمي للأعمال والسياحة.
وبحسب المجلة، يتقاضى الأجانب رواتب أقل من السعوديين في مختلف القطاعات والخلفيات التعليمية، مما يمنع بعض أصحاب العمل من توظيف السعوديين.
وتهدد معدلات البطالة المرتفعة بإفقار طبقة وسطى كانت مدعومة من قبل بإنفاق المملكة.
وأشارت المجلة إلى أنه من دون تغيير جذري، ستتفاقم المشكلة مع تصاعد التضخم السكاني للشباب في سوق العمل، مما يزيد من احتمالية عدم الاستقرار الاجتماعي مع تزايد الإحباطات.
ومع ذلك، في حين أن الوباء ضاعف من التحدي، فقد أدى أيضًا إلى تحفيز المسؤولين وتسريع التحول في العقلية بين الشباب السعودي، الذين يتولون بشكل متزايد فرص عمل الياقات الزرقاء التي كانوا يتجنبونها في السابق.
وذكر الموقع أن الشباب السعودي العامل بات الآن يُرى في كل مكان، حيث يقومون بتوصيل الطرود وتقديم القهوة.
وقالت العديد من الشركات التي يعمل بها موظفون أجانب عالقون في خارج المملكة بسبب إغلاق الحدود المتعلقة بالجائحة، إنها سرعت خططها لتوظيف السعوديين وإيجاد فرص عمل لهم.
يذكر أنه في الربع الثالث من العام الماضي، عندما انكمش الاقتصاد بنسبة 4.6٪، ارتفع عدد السعوديين العاملين في القطاع الخاص بأكثر من 80 ألفاً.
من جهته، قال نائب رئيس شؤون الشركات في شركة روابي القابضة نواف التركي وهي شركة سعودية لخدمات حقول النفط: “بغض النظر عمن كانت لديه شكوك في أن السعوديين لا يريدون العمل، كان عليهم إخضاعهم للاختبار، وكان عليهم تسريع برامجهم التدريبية”.
يذكر أن العديد من البلدان تكافح مع البطالة بسبب تدابير الجائحة، فإن مشكلة المملكة العربية السعودية تعود إلى عقود، عندما وصل التدفق الأول للمغتربين لتطوير صناعة نفطية ناشئة.
ويشكل الأجانب الآن ثلث السكان البالغ عددهم 34 مليون نسمة في المملكة.
وتعتبر الحكومة هي المشغل الرئيسي للسعوديين – وهو نموذج لا تستطيع تحمله – بينما يعتمد باقي الاقتصاد على العمالة الرخيصة من الدول الآسيوية والعربية الأخرى.
يشار إلى أن ثلاثة أرباع العاملين في القطاع الخاص هم من الأجانب، وغالباً ما يكدحون لفترة أطول مقابل أقل، مما يجعل من الصعب على السعوديين المنافسة.