قالت وكالة “فرانس برس” إن المتاجر السعودية باتت تعرض الملابس الداخلية الحمراء في واجهاتها، لكن العروض الترويجية لـ”عيد الحب”، التي ازدادت مؤخرًا تفتقد شيئًا واحدًا، هو اسم المهرجان.
وذكرت أنه “في حين أن زيادة المبيعات وهدايا عيد الحب أصبحت أكثر شيوعًا بين الشباب السعودي، فإن كلمة “عيد الحب” لا يمكن رؤيتها في أي مكان”.
وقال مندوب مبيعات في أحد مراكز التسوق بالرياض: “طلبت منا الإدارة تزيين نافذة العرض بملابس داخلية حمراء، لكن دون ذكر عيد الحب”.
وتمثل هذه العروض التغيير الكبير في السعودية، وتحجيم صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي كانت تمنع ذلك.
وكان الاحتفال بذلك اليوم أو بروز أي من مظاهره محظور تمامًا في المملكة شديدة المحافظة التي تحتفل فقط بالأعياد الإسلامية وعيدها الوطني في سبتمبر.
لكن السعودية تشهد تغييرًا اجتماعيًا واسعًا، حيث تحاول تقديم صورة أكثر جاذبية وتنويع اقتصادها المعتمد على النفط، في وقت تقول منظمات حقوقية إن ذلك يهدف إلى التغطية على الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان.
وحدّ ولي العهد محمد بن سلمان من صلاحيات الشرطة الدينية، ورفع الحظر عن ارتداء النساء الملابس، والذي كان مقتصرًا على العباءة السوداء المطابقة للشريعة الإسلامية.
وجاءت هذه التغييرات جنبًا إلى جنب مع حملة قمع ضد المعارضة شهدت اعتقال رجال دين ونشطاء في مجال حقوق المرأة.
وقالت بائعة في غرينادا مول بشرق الرياض، طلبت عدم الكشف عن هويتها: “يمكننا الآن عرض الملابس الحمراء بشكل مريح وحتى وضعها على واجهة المتجر”.
وأضافت “هناك الكثير من العملاء يطلبون الملابس الداخلية الحمراء خلال عيد الحب.. لدينا خصومات خلال هذا الوقت، لكننا لا نطلق عليها عروض عيد الحب”.
وليس الجميع مرتاحًا لعرض الملابس الداخلية على الشاشات وواجهات المتاجر، بعد عقود من الاحتفاظ بهذه الأشياء خلف الأبواب المغلقة
وقالت امرأة سعودية لوكالة “فرانس برس”: “لا أريد أن أرى هذه الأشياء”.
وأضافت “إنهم يزعجونني، لكن هناك أشخاص يحبون ذلك وهذه هي حريتهم في الاختيار”.
أما خلود (36 عاما) وهي بائعة سعودية رفضت ذكر اسم عائلتها فقالت إن: “الناس لم يحتفلوا بعيد الحب لكن الكثير من السعوديين يفعلون ذلك الآن”.
وأضافت “هناك إقبال كبير على الملابس خلال هذا الوقت، وغالباً ما يطلب العملاء اللون الأحمر، كما أن الأرباح كانت ضخمة”.
وقالت بائعات إن الملابس الداخلية الحمراء هي الأكثر طلبًا خلال فترة عيد الحب.
كما عرضت المتاجر خصومات على العطور والمكياج، بينما تضع متاجر الهدايا قلوبًا حمراء في نوافذها، دون ذكر عيد الحب أيضًا.