شدوى الصلاح
أكد الباحث اليمني في العلاقات الدولية هشام الزياتي، إن المعطيات على الأرض وفشل الحوثي في معركة مأرب وعدم سيطرتهم على تعز والحديدة كاملة، يضعف فرص تحقيقهم هدفهم في انتزاع شرعيتهم من السعودية والعالم والاعتراف بهم كممثلين عن اليمن.
وأوضح في حديثه مع الرأي الآخر، أن الحوثيين كانوا يهدفون من تصعيدهم الأخيرة في مأرب وتصعيد استهدافهم للسعودية سواء بالعمليات الحربية على الأرض أو الهجمات الصاروخية والطائرات المتفجرة على جيزان ونجران، الضغط للتفاوض معهم باعتبارهم قوة منظمة.
وقال الزياتي، إن ما كان مقرراً أن يشهد المشهد اليمني انفراجه سياسية وإنسانية تتضمن وقفاً شاملاً لإطلاق النار وفتحاً لمطار صنعاء وميناء الحديدة، وفك حصار تعز وإطلاق مفاوضات تجمع الأطراف اليمنية في إطار خطة سلام شاملة في اليمن ترعاها الأمم المتحدة.
وأضاف: “كان من المقرر أن يحدث ذلك خلال شهر مايو/أيار، وبداية شهر يونيو/حزيران الماضيان، أثناء التحركات الدبلوماسية التي قادتها عمان عبر زيارة وفدها إلى صنعاء، والتحركات التي قام بها وزير الخارجية اليمنية بن مبارك إلى مسقط”.
وتابع الباحث في العلاقات الدولية: “كان ذلك قبل أن تنهار هذه التحركات الدبلوماسية وتصل إلى طريق مسدود وتعاود المعارك اشتعالها بشكل أكثر ضراوة، من خلال إعادة الحوثيين محاولاتهم دخول محافظة مأرب النفطية”.
وبين أن الحوثيين استماتوا في دخول مأرب لتحسين شروطهم التفاوضية في أي محادثات مقبلة، لاسيما وأن مأرب تشكل ثقلاً استراتيجياً كبيراً وورقة رابحة في أي مفاوضات سياسية لكونها تحتوي على موارد طبيعية كالنفط والغاز.
وأشار الزياتي إلى فشل كل محاولات الحوثي في دخول المدينة، رغم تحقيقهم اختراقات كبيرة واقترابهم أكثر من مركز المدينة من خلال سيطرتهم على مواقع استراتيجية تساعدهم في تحقيق تقديم عسكري على الأرض كسيطرتهم على جبل هيلان الاستراتيجي في صرواح.
وتوقع استمرار المعارك واشتعالها أكثر، بسبب إصرار الحوثيين على عدم الدخول في أي مفاوضات قبل سيطرتهم على مأرب، لكن إن استطاعت القوات الحكومية قلب المعادلة وتحقيق انتصارات ميدانية كبيرة، ستجبر الحوثي على قبول جهود الوسطاء ووقف إطلاق النار.
وتطرق الزياتي إلى حجز الحوثي أموال وأرصدة بنك التضامن الإسلامي، واعتبرها حلقة واحدة من سلسلة ممارسات كارثية يرتكبها الحوثيون بحق القطاع المصرفي في اليمن، موضحاً أن البنك تمتلكه إحدى العائلات المالية الكبيرة ويعد أبرز الدعامات للقطاع المصرفي اليمني.
ورأى أن الإقدام على خطوة كهذه سيرعب باقي البنوك والمصارفة، مما قد يضطر البنوك إلى مغادرة المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون خوفاً من ملاقاة ذات المصير الذي واجهه بنك التضامن الإسلامي، مما سيربك السوق المصرفي اليمني ويسبب تدهور سعر العملة اليمنية.
واستنكر الزياتي تبرير الحوثي خطوتهم هذه بمنع التداول بالعملة المطبوعة حديثاً من قبل الحكومة الشرعية للمحافظة على سعر العملة المحلية، محذراً من العواقب الكارثية لسيطرتهم على القطاع المصرفي وممارسة التعسفات والانتهاكات بحق المصارف غير الخاضعة لهم.
يشار إلى أن الجيش اليمني أعلن أمس، إسقاط طائرتين مسيّرتين أطلقهما الحوثيون على محافظة مأرب وسط البلاد، وسط اشتداد المعارك فيها، مع محاولة الجماعة الحوثية باستماتة السيطرة عليها.
وتشهد مأرب، منذ فبراير/شباط الماضي، معارك متصاعدة من جديد، بين قوات الجيش التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها، وبين مسلحي الحوثي، الذين يقاتلون باستماتة رغم التحذيرات من تداعيات استمرار الهجوم على هذه المحافظة التي تحوي أكبر تجمع للنازحين في البلاد.