شدوى الصلاح
أكدت المدير الإقليمي لمركز الرافدين الدولي لحقوق الإنسان حنان عبداللطيف، أن المعتقلين في سجون العراق يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي من ضرب واعتداءات جنسية ومنع للطعام والدواء وانتزاع الاعترافات بالقوة وإجبارهم على توقيع إفادات لم يُدلوا بها.
وأشارت في حديثها مع الرأي الآخر، إلى أن المعتقلين إذا حاولوا الدفاع عن أنفسهم أمام القضاء وإنكار التهم وإبلاغ القاضي بالانتهاكات التي تعرضوا لها، يتعرضون للتعذيب مرة أخرى في ظل قضاء طائفي محاصصي ومسيس لا يتمتع بمقومات العدالة والاستقلالية والشفافية.
وبينت حنان، أن هذه الشهادات وفق تقارير المنظمات الدولية الحقوقية (مجلس حقوق الإنسان، الصليب الأحمر، هيومن رايتس ووتش، العفو الدولية)، مشيرة إلى توثّيق مركز الرافدين الحقوقي أكثر من 10 حالات وفاة لمعتقلين بسجن الناصرية المركزي “الحوت” سيء الصيت خلال أسبوع.
وأوضحت أن معظم المعتقلين تم اعتقالهم بتهم كيدية وبتقارير المخبر السري لأسباب طائفية، ولم يحظوا بمحاكمات عادلة وشفافة ولا هيئات دفاع نزيهة، فالمحكمة هي من تتولى مهمة تعيين محامي الدفاع الذي غالباً ما يكون غير مستقل وينتمي لأحد أحزاب السلطة.
واستنكرت حنان، اعتقال النساء والصبية القُصّر وقضاء بعضهم في السجن فترات تتراوح بين 10 و 15 عاماً وهم لا يعرفون تهمهم، قائلة إن الأدهى والأمر أن سجون العراق لا تحظى بمراقبة منظمات حقوق الإنسان و لجنة الصليب الأحمر للاطلاع على أوضاع المحتجزين.
وذكرت بأن دور تلك المنظمات واللجان التأكد من حصول المعتقلين على محاكمات عادلة، وضمان عدم تعرضهم إلى انتهاكات وتجاوزات، ومعاملتهم بكرامة وإنسانية وفقاً للقواعد والمعايير الدولية.
وأضافت الناشطة الحقوقية: “اليوم نرى تعمد الحكومة العراقية إساءة معاملة المحتجزين وإهمال الرعاية الصحية لهم وتركهم فريسة للأمراض خاصة مع انتشار وباء كورونا والتدرن الرئوي واكتظاظ السجون بهم، وعدم توفير الأدوية لأصحاب الأمراض المزمنة”.
ووصفت ذلك بأنها “عمليات إعدام وقتل غير مباشرة”، موضحة أن هذا ما دفع الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي لاطلاق هاشتاج #سجن_الحوت_مقبرة_الأبرياء لتسليط الضوء على معاناة المعتقلين وعوائلهم التي لديها أبناء محتجزة في السجون العراقية.