شدوى الصلاح
قال الإعلامي الفلسطيني المقيم في لندن عدنان حميدان، إن اتصال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالرئيس التونسي قيس سعيد، وزيارة المستشار الدبلوماسي الإماراتي أنور قرقاش، إلى تونس، يعكسان حجم التدخل الخارجي والتخبط الداخلي في آن واحد الذي يعيشه سعيد.
وأشار في حديثه مع الرأي الآخر، إلى أن الرئيس التونسي صعد بموقع مميز إلى أعلى الشجرة ثم لم يدر كيف ينزل عنها، وسقط في شرك التحريض الإماراتي والدعم الفرنسي، الذي كشفته الزيارات والمحادثات التي جرت بعد نحو أسبوعين من إقالته للحكومة وتجميد البرلمان.
وأوضح حميدان، أن هذا تؤكده نقاط عدة منها الاستعداد الإماراتي للدعم المادي، والحديث الفرنسي عن الوقوف خلف سعيّد، بالإضافة إلى حجيج المسؤولين من الرياض وأبو ظبي لزيارة سعيد، ناهيك عن احتفال إعلامهم بانقلابه ودفاعهم عنه باستماتة.
وأكد أن الإمارات لا تريد نجاح أي تجربة ديمقراطية في الوطن العربي وكأنها تريد تثبيت رواية أن دولة الاحتلال الغاصب هي الديمقراطية الوحيدة في المنطقة كما تدعي، وهذا يعكس خوف النظام الإماراتي من نجاح تونس وارتداد ذلك في المنطقة.
وأضاف حميدان، أن بناء على ذلك كان على الإمارات إرباك المشهد، لافتاً إلى أن القصة بدأت منذ نجاح الثورة التونسية في 2011، ومحاولاتها مع الرئيس السابق الراحل الباجي قايد السبسي، إلا أنه يسجل له رفضه ذلك ووقوفه بحزم ضده رغم خلافه مع النهضة.
وعن دور فرنسا، قال إنها لا ترتاح لوجود برلمانيين ونظاماً مستقلا في تونس يخرج من تحت العباءة الفرنسية ويرفض التبعية لها ويطلب منها الاعتذار عن الاستعمار الذي اعتبره قيس سعيد حماية للتونسيين.
وأضاف: “لا توجد أدلة بين أيدينا حول طبيعة وحقيقة دور قيس سعيد الذي يتمتع بشخصية غامضة، ولكن مرور الأيام دون إعلانه خارطة طريق أو تسمية رئيس حكومة يثبت أنه مجرد أداة بيد فرنسا والإمارات”.
ورأى حميدان، أن ذلك يعكس أيضا حالة عدم وضوح الرؤية لدي الرئيس التونسي وعدم امتلاكه إجابات واضحة للتعامل مع كل الإشكالات التي أثارتها محاولته الانقلابية، لافتاً إلى أن الرضا الفرنسي عن ما ذهب إليه سعيد من إجراءات بات جليًا بإعلانهم الوقوف خلفه.
يشار إلى أن الرئيس التونسي أقال في 25 يوليو/تموز 2021، رئيس الحكومة هشام المشيشي، وتولي السلطة التنفيذية، وترأس النيابة العامة، وجمد اختصاصات البرلمان لمدة 30 يوماً، ورفع الحصانة عن النواب، في خطوة اعتبرتها أحزاب سياسية ومراقبون “انقلاباً دستورياً”.
وفي أعقاب ذلك، أعلنت الرئاسة الفرنسية “الإليزيه” أمس الأول السبت 7 أغسطس/آب 2021، عن اتصال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنظيره التونسي، وتأكيده وقوف بلاده إلى جانب تونس، فيما صرح له سعيد بأنه سيعرض قريباً خارطة الطريق الخاصة به للفترة المقبلة.
فيما قام المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أنور قرقاش، بزيارة الرئيس التونسي في قصر قرطاج، حاملاً رسالة خطية موجهة إليه من رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، معلناً دعم بلاده لقرارات سعيد التي التي وصفها بالتاريخية.