شدوى الصلاح
قال المحامي الدولي اللبناني الدكتور طارق شندب، إن ما يحدث في لبنان هو محاولة انقلاب على اتفاق الطائف “وثيقة الوفاق الوطني اللبناني” يقوده رئيس الجمهورية ميشيال عون بالتعاون مع ميلشيا حزب الله لإلغاء الدستور اللبناني الذي وضع في الطائف عام 1989.
وأوضح في حديثه مع الرأي الآخر، أن الاتفاق ينص على أن مجلس الوزراء يتمتع بالسلطة التنفيذية مجتمعا وهو ما لا يريده حزب الله ولا النظام الصوري ولا ميشيال عون، ولذلك فهو يصر على حكومة بها ثلث معطل أي أن هذا الثلث يستطيع الاستقالة وقتما يشاء.
وأشار شندب، إلى أن هذا الأمر يرفضه رئيس الحكومة المكلف لأنه لا ينص عليه الدستور، أي أنهم يريدون التحكم بمجلس الوزراء، ويقيلون رئيس الحكومة وقتما يشأون، ويريدون حكومة يسيطرون عليها قبل الانتخابات النيابية والرئاسية المقبلة.
ووصف ما يحدث في لبنان بأنه “فساد وانهيار للدولة وللمنظومة المالية والاقتصادية والسياسية”، متهماً السلطة السياسية كلها في لبنان بممارسة الفساد، والتحالف مع حزب الله، بالسكوت على إرهابه في لبنان وسوريا واليمن، مقابل صمت الحزب عن فساد السلطة.
وأكد شندب، أن تحالف السلطة السياسية مع حزب الله أدى إلى انهيار منظومة الدولة وسرقة أموال الشعب والمودعين من البنوك دون محاسبة أحد ودون كلمة أو قرار من القضاء، مشيراً إلى سرقة خزينة الدولة والمال العام والخاص، وعدم توقيف الفاسدين.
ورأى أن ما يحدث يدعو إلى طرح علامة الاستفهام عن من يحمي تلك المنظومة الفاسدة؟، مشيراً إلى أن الدول العربية والغربية تعرف أن الفساد في لبنان ممنهج، لذلك ترفض تقديم أي مساعدات للطبقة السياسية في لبنان.
وعن ما يحدث في طرابلس “شمال لبنان” من انفلات أمني، قال شندب، إنه انعكاس آخر لحال لبنان، لأن طرابلس هي الصوت الشعبي الوحيد الذي ما زال يقاوم مشروع حزب الله ومشروع إسقاط الدولة بالرغم من تواطئ السياسيين وعدم مبالاتهم بما يحدث في المنطقة.
وأضاف: “لذلك لا نسمع صوت أي سياسي يستنكر ما يحدث هناك، واتهم رئيس الجمهورية في خطابه بمجلس الدفاع الأعلى، طرابلس بأن بها ميلشيات إرهابية، حين وقع انفجار عكار الذي يعرف الجميع تورط أحد أعضاء تيار ميشيال عون به الذي كان يهرب البنزين والمازوت”.
واستنكر شندب إصرار عون على أن طرابلس منطقة إرهابية قاصدا المسلمين السنة، معتبراً أنه يقوم بذلك من طابع حقد، ويتلاقى مع حزب الله في هذا الصدد، لأن طرابلس المنطقة الوحيدة على المتوسط التي لم يهجر أهلها للحظة وهي الأكثر فقراً والركن الأساسي للسنة في لبنان.
وأكد أن هناك عملية ممنهجة لكسر شوكة طرابلس من خلال غياب الأجهزة الأمنية والرقابية وفتح المجال أمام السارقين وقطاع الطرق، الأمر الذي يسئ لسمعة طرابلس وأهلها في محاول لدعشنة طرابلس كما يريد النظام.
يشار إلى أن اتفاق الطائف هو الاسم الذي تعرف به وثيقة الوفاق الوطني اللبناني، التي وضعت بين الأطراف المتنازعة في لبنان، بوساطة سعودية في 30 سبتمبر/أيلول 1989 في مدينة الطائف، وتم إقراره بقانون في 22 أكتوبر/ تشرين الأول 1989، منهياً الحرب الأهلية اللبنانية بعد أكثر من 15 عاماً على اندلاعها.