قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن المنتهية ولايته إن إنهاء المجاعة المستمرة في البلاد يمثل “أولوية إنسانية شاملة”، مع وجود الملايين “على بعد خطوة واحدة من الخضوع للمجاعة”.
وأخبر مارتن غريفيث مجلس الأمن الدولي أن ما يقرب من ثلثي سكان البلاد، أي حوالي 20 مليون شخص، يعتمدون على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم اليومية، في حين أن خمسة ملايين “على بعد خطوة واحدة من الخضوع للمجاعة والأمراض التي تنتقل معها”، و10 ملايين آخرين “خلفهم مباشرة”.
وأضاف غريفيث، الذي سيحل محله السويدي هانز جروندبرج ابتداء من 5 سبتمبر، “المجاعة ليست مجرد مشكلة غذائية، إنها عرض لانهيار أعمق بكثير من نواح كثيرة، إذ إن جميع مشاكل اليمن اندمجت في مشكلة واحدة، وتتطلب استجابة شاملة”.
ودخلت السعودية وحلفاؤها الإقليميون، وخاصة الإمارات، حرب الحكومة اليمنية ضد المتمردين الحوثيين في عام 2015 وبدأت حملة قصف جوي واسعة النطاق، فضلاً عن حصار جوي وبحري للبلاد.
وتصف الأمم المتحدة الوضع في اليمن بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث قتلت الحرب أكثر من 230 ألف شخص، وتسبب في تفشي الأمراض ودفع اليمن إلى حافة المجاعة.
وأثار محمد خالد الخياري، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط، المزيد من القلق بشأن النقص الواسع في الوقود الذي يتفاقم في الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون.
وبحسب الخياري، سُمح لثلاث سفن فقط تحمل إمدادات نفطية بالرسو في مدينة الحديدة الساحلية اليمنية منذ يوليو / تموز، بينما لا تزال أربع سفن أخرى في منطقة يسيطر عليها التحالف السعودي.
وبقيت محطة بترول يمنية واحدة فقط في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون مفتوحة بسبب النقص، مع فترات انتظار لإعادة تعبئة عبوات الغاز المستخدمة في الطهي، وفقًا للأمم المتحدة.
وقال الخياري “نكرر دعوتنا للحكومة اليمنية بالسماح على وجه السرعة بدخول جميع الإمدادات التجارية الأساسية، بما في ذلك سفن الوقود إلى الحديدة دون تأخير”.
وأضاف “يجب على جميع الأطراف إعطاء الأولوية للاحتياجات المدنية والامتناع عن تسليح الاقتصاد، ولاسيما في ضوء الوضع الإنساني الحرج في البلاد”.
ويقول الحوثيون إن رفع الحصار السعودي يجب أن يكون شرطا مسبقا لإنهاء القتال، بحجة أنه لا ينبغي استخدام الوضع الإنساني في اليمن كورقة مساومة.
وفي الشهر الماضي ، دعت الولايات المتحدة الرياض والحكومة اليمنية إلى “تسهيل استيراد الوقود في الوقت المناسب إلى شمال اليمن” بعد أشهر من القيود الشديدة على واردات الوقود إلى البلاد.