أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” جون كيربي، أن بعض مطالب روسيا، بما في ذلك منع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، تقع خارج نطاق اختصاص بوتين.
ونقل موقع “ذا هيل” (The hill) الإخباري، عن كيربي قوله في مقابلة متلفزة، إن واشنطن كانت عند بدء المفاوضات مستعدة لوضع شيء ما على الطاولة إذا كان الروس مستعدين لذلك أيضا، كتقليص حجم ونطاق بعض تماريننا في القارة.
وأشار إلى أن هناك مطالب أخرى ستكون الولايات المتحدة على استعداد للعمل مع روسيا بشأنها، وأشياء معينة لن تقدّم الولايات المتحدة تنازلات بشأنها، مؤكدا عدم إغلاق الباب أمام المحادثات، وأنه لا يزال هناك متسع لذلك، لكن علينا أن نرى إلى أين تذهب هذه المحادثات، وفق قوله.
وكان البنتاجون، أفاد بأن رئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي أجرى اتصالا مع القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوزني، وأن الجانبين تبادلا التقييمات بشأن تطور البيئة الأمنية في أوروبا الشرقية.
وأوضحت الوزارة الأمريكية، في بيان أن أوكرانيا تلعب دورا مهما في الحفاظ على السلام والاستقرار في أوروبا، مؤكدا أن لأوكرانيا الحقَّ في أن تكون مستقلة وأن تحافظ على سيادة ووحدة أراضيها، فيما جدد ميلي التأكيد على دعم الإدارة الأميركية لأوكرانيا وتعزيز قدراتها الدفاعية.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد قال في وقت سابق، إنه سينقل قوات أميركية إلى دول أوروبا الشرقية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في المدى القريب.
من جهة أخرى، قال مسؤول في البيت الأبيض إن إدارة الرئيس جون بايدن تعتزم تجنيب المواطنين الروس وطأة أي قيود على الصادرات الأميركية إلى بلادهم إذا غزت روسيا الأراضي الأوكرانية، وستركز على استهداف القطاعات الصناعية.
وقال مسؤول الأمن القومي بالبيت الأبيض، بيتر هاريل، في كلمة عبر الإنترنت من مركز ماساشوستس للصادرات يوم الخميس، “نعتزم اتخاذ إجراءات نعتقد أنها ستخفّض القدرات الصناعية الروسية وطاقة الإنتاج الصناعي مع الوقت من دون أن تشمل الأفراد، من المستهلكين الروس العاديين”.
وكان وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنكوف، قال إن شحنة أسلحة أميركية رابعة وصلت إلى كييف تضم 81 طنا من الأسلحة والذخائر، موضحا أن حجم الدعم والمساعدات العسكرية يبعث على التفاؤل، وأنه أكثر بكثير مما يُنشر في وسائل الإعلام.
وأشار ريزنكوف خلال مساءلة أمام البرلمان إلى أن بلاده تنتظر مزيدا من الطائرات المحملة بالأسلحة في الأيام المقبلة، مضيفا أن كميات الأسلحة المضادة للدبابات التي أصبحت بحوزة الجيش الأوكراني تفوق بكثير عدد الأهداف المحتملة.
ويواصل الجيش الأوكراني، إجراء مناورات عسكرية في الكلية العسكرية قرب العاصمة كييف تستمر 4 أيام، حيث سيتدرب جنود من الوحدات الخاصة على تفعيل منظومة صاروخية بريطانية مضادة للدروع وصلت ضمن المساعدات الأخيرة إلى أوكرانيا.
وتأتي تلك المناورات من جانب الجيش الأوكراني لاختبار جاهزية جنوده لمواجهة أي تصعيد عسكري محتمل مع روسيا بسبب الأزمة في إقليم دونباس.
وفي نفس السياق، قال متحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية إن بوريس جونسون ينظر في زيادة المملكة المتحدة عرضها لحلف شمال الأطلسي بمزيد من التعزيزات العسكرية على حدود أوروبا.
وأوضح بيان لمكتب رئيس الحكومة أن مسؤولين بريطانيين سيتوجهون إلى بروكسل لاستكمال تفاصيل العرض مع حلف الناتو الأسبوع المقبل، بينما يناقش الوزراء البريطانيون الخيارات العسكرية غدا الإثنين.
من ناحية أخرى، نفت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار، أمس السبت ما صرح به 3 مسؤولين أمريكيين، بأن روسيا نقلت إمدادات دم ومواد طبية أخرى إلى قواتها المحتشدة بالقرب من حدود أوكرانيا، قائلة إن مثل هذه الأخبار هي أحد عناصر الحرب الإعلامية والنفسية، والغرض من مثل هذه المعلومات هو نشر الفزع والخوف في مجتمعنا.
وجاء تعليق نائبة وزير الدفاع الأوكرانية بعد أن قال 3 مسؤولين أميركيين لرويترز إن الحشد العسكري الروسي بالقرب من حدود أوكرانيا اتسع ليشمل إمدادات الدم إلى جانب مواد طبية أخرى تسمح بعلاج المصابين، وذلك في مؤشر آخر جديد على الاستعدادات العسكرية الروسية.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد انتقد يوم الجمعة ما وصفه بأنه “إحساس في الخارج” بأن حربا بدأت بالفعل ضد أوكرانيا، وقال للصحفيين في كييف “لسنا بحاجة إلى هذا الفزع”.
كما دعت السلطات الأوكرانية، أمس السبت الدول الغربية، إلى إظهار “يقظة وحزم” في مفاوضاتها مع روسيا المتهمة بحشد قوات على الحدود بهدف تنفيذ اجتياح.
وبنفس الوقت تنفي موسكو أي نية للقيام بذلك، لكنها تطالب بضمانات أمنية بينها عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي.
ودعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، في مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، إلى إعطاء الأولوية لتسوية سياسية ودبلوماسية” للأزمة بين روسيا والغرب في شأن أوكرانيا على وقع توتر متصاعد، مشددا على أهمية التحلي باليقظة والحزم في الاتصالات مع روسيا”، حسب بيان للخارجية.
وبنفس السياق، طالب رئيسا وزراء المجر وبولندا وحلفاؤهما من اليمين المتطرف الأوروبي إظهار تضامن إزاء الأزمة الأوكرانية، وذلك عقب لقاء بين أحزاب اليمين المتطرف الأوروبية وتلك السيادية.
وورد في جزء من الإعلان الختامي، ، الذي قرأه المتحدث باسم حزب “فوكس” الإسباني خورخيه بوشاذي، “إن تحركات روسيا العسكرية على حدود أوروبا الشرقية أوصلتنا إلى شفير الحرب”.
وتابع: “التضامن والإصرار والتعاون في مجال الدفاع بين دول أوروبا أمور أساسية في مواجهة تهديدات مماثلة”، منددا بـ”عدم فعالية دبلوماسية الاتحاد الأوروبي”.
بينما رفضت مرشحة حزب التجمّع الوطني للانتخابات الرئاسية في فرنسا مارين لوبان توقيع الإعلان، وقالت: “نحن لا نتشارك الموقف نفسه بشأن الملف الأوكراني”.
وكان الوضع في أوكرانيا أحد المواضيع الأساسية التي ركّز عليها الاجتماع الذي شارك فيه رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ونظيره البولندي ماتيوس مورافيتسكي.
وبنفس السياق أعلنت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي السبت أن فرنسا تعتزم إرسال “مئات” من الجنود إلى رومانيا في إطار نشر محتمل لقوات من حلف شمال الأطلسي.
وأوضحت بارلي لإذاعة “فرانس إنتر”، أن هذا هو السبب الذي دفعني إلى الذهاب إلى رومانيا الخميس. تحدثنا طبعًا مع شركائنا الرومانيين عن هذه المسألة”، وذلك بعد أن أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 19 يناير/كانون الثاني الجاري “استعداد” فرنسا للمشاركة في “مهمّات جديدة”، “خصوصًا في رومانيا”.
ورأت بارلي أن رومانيا المحاذية لأوكرانيا والمطلة على البحر الأسود -الذي يعدّ “منطقة توتّر شديد” إذ تطل عليه روسيا وأوكرانيا أيضًا- تقع “في بؤرة التوترات”، ويجب “طمأنتها”.
وبدوره، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان السبت إنه سيزور أوكرانيا مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك يومي 7 و8 فبراير/شباط المقبل، مضيفا أنه طمأن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن فرنسا متفقة تماما مع شركائها على ضرورة إيجاد سبل لتهدئة الأزمة في أوكرانيا.
وكانت وزارة الدفاع الروسية، قد صرحت بنقل 12 منظومة صاروخية مضادة للطائرات من طراز “بانتسير- إس” إلى بيلاروسيا للمشاركة في تدريبات عسكرية مشتركة بين البلدين في 10 فبراير/شباط المقبل، مؤكدة استكمال إعادة نشر قوات ومنظومات دفاع جوي في بيلاروسيا في إطار تدريبات مرتقبة.