كتبت: عائشة الخواجا الرازم
كل العرب والأبطال والأشاوس الشجعان من العربان ، يحلمون الآن اكثر من أي وقت مضى بزوال دولة إسرائيل قبل عام 2012 م !!! و يصفقون الآن سعادة باقتراب الزوال الهادئ بلا قتال ولا حرب أو رجولة بشرية عربية، وبلا مقاومة وبلا مقومات مكتوب عليها صنع البطل!!! ويقرؤون الوهم في رؤوس شواربهم المعطرة المصبوغة التي يقف عليها الصقر الثاقب.
يتنعمون بالانتظار ويؤمنون بالله ووعده القريب ، ولا يحركون ساكناً لتقريب الوعد أو تفعيله او استفزاز إرادة الله لتحريكه !
يبتسمون وينظرون لوعد الله بمحق العدو الغادر القوي القادر ، ولا يتنازلون لمنازلته ليسعدهم الله بالاستجابة !!
و قد تناسوا تماماً بان الله لا يسمع من اخرس اللسان وأعمى البصيرة والبصر وصلد العواطف لا تحركه القنابل الفسفورية ولا العنقودية ولا النار ولا استصراخ الأشلاء الطاهرة !!!
ينتظرون بذكورة الرجال المنعمين الغانمين الوارفين تحت أفخر الظلال والمركبات المتصارعة نحو سويسرا والبهاما وماربيا بانتظار الوعد الحق بزوال دولة إسرائيل وهم في رحلة سياحية خارج الذاكرة والعقل والأرض الموءودة !!!
يحلمون بالعودة إلى الديار المقدسة حجاجاً راتعين على إبل محملة بالحرير مزوقين بالغنائم والذهب والتمر والحنطة وعسل الملكات ، وإسرائيل قد أعدمت عن الوجود وزالت بمبضع الله الواحد القهار !!! ومن تبقى منهم في الديار نام نومة أهل الكهف ، لا بل فنومة أهل الكهف أبهى واطهر ولكنها كانت طويلة بأمر الله ، وأما هؤلاء القوم فلا صحوة مرجوة لهم يا للهول ويا للقهر ولا يا معتصماه حين اجتمع المعتصمون وأجمعوا على ابتسامة موحدة باستنكار الحارس العظيم الشأن ، حين استخدم عصاه ليهش بها على العدو الغاشم ، والغنم تتقافز ذعراً وهم لا يتقنون إعداد العدة إلا لجلد الحارس المجرد من بندقية الصيد ، فاستخدم عصاه ولوح بها في غيابهم على الذئب ، والذئب عواؤه يملا البطاح ويبرطع في البر والغابة وحد دون سوط يرده عن توحشه الإجرامي !!
قد دفنوا الصلاة والدعاء والإعداد وحقنوا الخيل بالبنج في اصطبلاتهم لحين عودة الغائبين عن الديار والعقول والكرامة والمروءة !!! وقطعوا أرجل الحراس من خلاف كي لا يباغتوا العدو المجرم الحرامي ويجرحوا اقفيته المترهلة المهرولة على سجاجيد الصلاة وأثواب الحرائر من أخواتهم وزوجاهم وبناتهم وبنات أعمامهم وبنات عماتهم وشقائقهم !!
ترصدوا الحارس اليقظ المجرد إلا من صحوته، وبغياب أهل الحكمة والدراية سمطوا ظهره بالسياط ، وصرخوا به ( لماذا التعب والجهد والإحراج والدم الزائد الذي لا حاجة له ، ونحن في نصر منتظر من أمرنا غداً ؟؟ !!
قد ربطوا أعنة النساء على الأرض التي غادروا وداسوا على البسط المتوردة وبالأحذية وصرخوا ( أن ينصركم الله فلا غالب لكم ) وتركوا الكتل السرطانية المتوحشة التي لا تقيم للحق ولا الحضارة ولا التقدم ولا العدالة ولا الإنسانية وزناً ، ومنحوها السماد لتنمو!! وأجزم أنهم يجلسون على بسط من إستبرق يتابعون الصواريخ والقاذفات الصهيونية تدك الأرض والسماء على الرؤوس ، وهم يعتقدون بأنه البرق المنطلق عن النبأ العظيم يسارع بالهبوط عليهم ويبشرهم بزوال دولة إسرائيل عام 2022!
.. عليهم عليهم !
المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي “الرأي الآخر”