شدوى الصلاح
دعا خبير التخطيط الاستراتيجي وإدارة الأزمات الدكتور يحيى الحسن، حراس الثورة السودانية أن يكون على جاهزية تامة للحفاظ على ثورتهم، قائلاً إن محاولة الانقلاب المعلن فشلها وما سبقها من اختلاق أزمات اقتصاديه وأمنية مؤشرات يجب قراءتها بجدية وحذر.
وقال في حديثه مع الرأي الآخر، إن السودان شهد منذ فترة ليست بالقصيرة إرهاصات بحدوث انقلاب عسكري، لكن في ذات الوقت كل من يفكر في ذلك يجب أن يضع ألف حساب للعديد من المسائل المهمة.
وأوضح الحسن، أن أول هذه المسائل أن الثورة التي حدثت في السودان واقتلعت نظام حكم عسكري ظل لمدة ثلاثون عاما يحكم بقبضة الحديد والنار لن تفرط في دماء شهدائها وجرحاها ومفقوديها فقد كسر الثوار والشعب حاجز الخوف تماماً.
وأشار إلى أن الثورة فكرة وفكر وإرادة وعزيمة شعب ثائر وما زال حتى يحقق شعاراتها وأهدافها وتصل إلى غايتها بحكم ديمقراطي يحدد فيه الشعب من يحكمه عبر صندوق انتخابات حرة ونزيهة وشفافة ويحق له محاسبته.
وأكد الحسن: “لا مجال لحكم عسكري في حسابات السودانيين إلا قلة قليلة من مصاصي دماء الشعب، ولذلك على المستوى الداخلي أصبحت هناك قيمة راسخة ألا عودة لنظام الحكم العسكري سواء عبر انقلاب أو غيره من الصور المصطنعة التي لا تخفى على الشعب”.
وتابع: “على المستوى الخارجي وإن كنا لا نعول عليه كثيرا إلا أنه الآن أصبح غير معترف بأي حكومة تأتي عبر الانقلابات العسكرية في الاتحاد الإفريقي، وإن لم يكن صلباً في مواقفه في عدة انقلابات أطاحت بحكومات منتخبة”.
ولفت الحسن، إلى أن المجتمع الدولي ومنظماته والذي يراعي مصالحه أولا وأخيراً له مواقف ضد الانقلابات العسكرية تتصاعد أو تنخفض وفقا للمصلحة، أما دول الإقليم، فمنها له مصالح كبرى أن يظل السودان حبيس الحكم الاستبدادي العسكري.
وأرجع ذلك، لما يحققه الاستبداد لها من وأد فكرة الحكم الديموقراطي، ويسهل عليها التحكم في العسكر بفرض سياساتهم، وفي ذات الوقت التحكم في كل ما يخص الشأن الداخلي السوداني وتخريب اقتصاده ونهب ثرواته، خاصة الثمينة منها.
وذكر الحسن، بتهريب الذهب والثروة الحيوانية والصمغ العربي، قائلاً: “إذن في وجود الحكم العسكري يحققون مآربهم ومطالبهم، أما في ظل حكومة منتخبة فلن يتحقق ذلك، ولذلك اعتقد أن أي محاولة انقلابيه لابد أن يكون وراءها بعض الدول المحيطة بالسودان وفي الإقليم”.
وكالة الأنباء السودانية أفادت أمس الأول 21 سبتمبر/أيلول 2021، بأن السلطات الأمنية والعسكرية أفشلت محاولة انقلاب، وسيطرت عليها واعتقلت جميع المتورطين، واستبق التلفزيون السوداني الرسمي ذلك بالإعلان عن محاولة انقلابية، داعيا الشعب للتصدي لها.