شدوى الصلاح
استنكر عضو حزب التجمع الوطني السعودي المعارض عبدالله الجريوي، تحرش ومحاولة اغتصاب كفيل سعودي لعاملة كينية، مشيراً إلى أن النظام السعودي الظالم هو من منح الكفيل هذه القوة والصلاحية أعطاه له.
وأوضح في حديثه مع الرأي الآخر، أن بعض الكفلاء المجرمين يستغلون هذه الصلاحيات بالتحرش بالعاملات المنزليات، مرة بالترغيب بالمال وإعطاء بعض الحقوق، وأخرى الترهيب بالسجن والترحيل حتى يصل الأمر إلى الشروع بالاغتصاب كما حدثت مع العاملة الكينية.
وأضاف الجريوي، أن هناك غياب واضح لحقوق العمالة المهاجرة في السعودية (مالهم وما عليهم)، مشيراً إلى أن هذه الطبقة العاملة المهاجرة التي كانت ولا زالت تعاني بشكل كبير من “نظام الكفالة” الاستعبادي الذي يتمثل اليوم بصورة العبودية الحديثة في زماننا.
وأشار إلى أن ذلك يحدث في ظل غياب المؤسسات والجمعيات المدنية المستقلة التي تختص بمتابعة أوضاع هذه الطبقة العاملة، فما أن تأتي العاملة إلى أحدى مطارات السعودية يستقبلها صاحب العمل الذي بدوره يملي عليها ما يجب عليها قيامه، فقط.
ولفت الجريوي، إلى أن مكاتب الاستقدام ما هي إلا جهات تبحث عن الربح دون الاهتمام لأمان العاملة وحماية حقوقها، قائلاً إن أقرب ما يوصف حال العمالة في السعودية ما نقله الكاتب الهندي بنيامين في رواية” أيام الماعز” التي حكى فيها الواقع ما تعرض له حين جاء إلى السعودية بحثًا عن لقمة العيش.
وذكر بأن السعودية أعلنت قبل استقبالها قمة العشرين العام الماضي إلغائها لنظام الكفالة، ولكن فيما بعد اتضح أن هذا الإلغاء يستثنى منه خمس مهن هي الأكثر تضرراً من هذا النظام الاستعبادي وهي “العاملة المنزلية، السائق، الحارس، الراعي، المزارع”.
وأضاف أن تكرار مثل هذه المشاهد ليست بالجديدة على واقع المجتمع السعودي، فمن مركز القوة التي يعيشها الكفيل والذي يستطيع أن يتحكم بكافة ما يملكه، حيث لا تستطيع العاملة التحكم بأموالها أو بوضعها وإقامتها وأن تغير عملها ما لم يعطي الكفيل الموافقة عليها.
وأشار عضو التجمع الوطني، إلى حدوث العديد من حالات الاغتصاب لعاملات منزليات انتهي بهم الأمر أن يكونوا بأيدي هؤلاء المجرمين الذين يستغلون كل الصلاحيات في ظل تواطؤ الجهات المعنية بتغطية هذه الجرائم والإضرار بالعاملة المنزلية.