قال حسين العسكري بروفيسور في العلاقات الدولية بجامعة جورج واشنطن إن السعودية تدفع الكثير لجهات الضغط في الولايات المتحدة، وهم مستعدون لفعل المستحيل لقاء تلقي الأموال من ولي العهد السعودي.
وأوضح العسكري في مقابلةٍ له أن الرياض توظف عددًا من المسؤولين الأمريكيين السابقين بصفتهم كـ”استشاريين”، ولكنهم في الحقيقة أعضاء جماعات ضغط ولديهم عدد كبير من الموظفين السنويين ويمكن أن تصل أجروهم إلى ملايين الدولارات، وهم أعضاء مجلس وزراء السابقون وأعضاء كونجرس ومحافظون ورؤساء التنفيذيون وقادة عسكريون. “هؤلاء الناس يمكنهم تحريك الجبال في واشنطن من أجل أموال السعودية”.
وقال المحلل إن المملكة العربية السعودية تُجيد ممارسة الضغط، وهي تحتل المرتبة الثانية بعد الإسرائيليين في هذه الممارسة على واشنطن.
ولفت إلى أن العقود السعودية الكبيرة لمقاولي الدفاع وشركات النفط وما شابهها تكسبهم الدعم الأمريكي، كما أن المسؤولين السعوديين تعلموا درسًا مهمًا حول إنجاز الأمور في الولايات المتحدة، كما تفعل قوة اللوبي الصهيوني في دوائر صنع القرار في البيت الأبيض.
وأشار العسكري إلى أن المال هو كل ما يهم في الولايات المتحدة، حيث يحتاج السياسيون إلى المال لإدارة حملاتهم، كما أن الوظائف التي قد تنشأ نتيجة مبيعات الأسلحة للسعودية يحتاج فيها الرئيس إلى أصوات تحظى باهتمام السياسيين.
واستدرك بالقول إنه في حالة محمد بن سلمان، وعلى الرغم من الاشمئزاز العام من جرائمه التي عبر عنها الرؤساء التنفيذيون الأمريكيون ورفضهم التعاون مع المملكة؛ إلا أنه وبعد بضعة أشهر فقط هرعوا جميعًا إلى الرياض، فالمال بالنسبة للولايات المتحدة هو على رأس الأولويات ولا تبالغ في أهمية الأخلاق.
وقال إن ولي العهد السعودي يعتقد أنه يستفيد من الفوضى في المنطقة ويعتقد أنه يتمكن من ركوب الفوضى بشكل أفضل، حيث يراه الناس كقائد قوي لاستعادة الاستقرار، كما أنه يحفز الولايات المتحدة على الاحتفاظ بقواتها في المنطقة وعدم التمحور بسرعة كبيرة نحو جنوب شرق آسيا.
وحول الحرب الدائرة في اليمن، استبعد المحلل السياسي أن يكون هناك اندفاع من العرب للمساعدة في إعادة بناء اليمن، حيث ستستمر البلاد في المعاناة وستكون هناك اشتباكات داخل وخارج الحدود بين السعودية واليمن.
وقال إن محمد بن سلمان سيشتري أسلحة أكثر تطوراً ويُشرك المرتزقة وربما الإسرائيليين منهم لتدريب جيش المملكة مما يؤدي إلى سباق تسلح جديد في المنطقة. فأعتقد أنه سيكون للكيان الإسرائيلي وجود أكبر في الخليج العربي.