شدوى الصلاح
وصف السياسي المصري عمرو عبدالهادي، سجن العقرب التابع لمجموعة سجون طرة جنوب القاهرة، بأنه “أسوأ من سجن غوانتانامو”، قائلا إنه سيظل مهما بنى رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، من سجون، بوابة انتقامه للقتل الممنهج للمعارضين.
“غوانتانامو” سجن سيء السمعة بنته أميركا خارج حدودها، في خليج غوانتانامو بكوبا، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 لمقاضاة من وصفهم البنتاغون حينها بأنهم “أسوأ السيئين”، وكشفت تقارير حقوقية واعترافات لاحقة لمحققين سابقين به عن التعذيب به.
“عبدالهادي” أوضح في حديثه مع الرأي الآخر، أن مقار الاحتجاز بمصر ليست سجون وإنما معتقلات لأن السجون مرتبطة بجريمة أما المعتقلات مرتبطة بالسياسة وانتقام النظام من معارضيه، مؤكدا أن الأوضاع فيها مذرية ولن تتغير إلا بتغير عقلية النظام.
وذكر بأن بعد ثورة يناير/كانون الثاني 2011، كشف عن أن الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، كان يتسلم أفراد من أميركا لإخضاعهم للتحقيق في مصر، قائلا إن هذا يبين كيف تستخدم المعتقلات للتنكيل بالمعارضين.
وأشار عبدالهادي، إلى أن نظام السيسي استخدم النساء لكسب تعاطف حتى يصل للحكم وبعد ذلك نكل بهم، وما زال يستخدمهم لأخذ اللقطة فقط، لافتا إلى التنكيل بزوجات وأمهات المعارضين بالخارج، ومنع سفرهم.
وتابع: “لو كان يملك أماكن في المعتقلات لاعتقل الباقيات منهن في الخارج، فالمعتقلات هي للتعليق والتنكيل فقط، وفي ظل الإهمال الطبي حتى يجعل الأمر مميت وأكم من معتقل خرج من المعتقل فاقد عقله أو حياته كلها”.
وأعرب عبدالهادي، عن أسفه لعدم وجود رقابة دولية، بالإضافة غلى أن المصالح هي التي تحرك المعنيين بها، ولذلك أصبحت الازدواجية هي أسلوب تعامل الغرب، قائلا: “ما دامت هناك مصالح بالمليارات مع أي نظام عربي فغض الطرف هو السياسة الخارجية المتاحة”.
وأكد أن جرائم الاختفاء القسري والتعذيب لا تسقط بالتقادم وهناك أمثلة كثيرة في العالم عن حكام خضعوا للمحاكمة بعد تركهم السلطة، وحكام حوكموا سياسيا بعد وفاتهم، وأنظمة تلاحق دوليا.
واستطرد عبدالهادي، “النظام المصري حسابه عسير لكن تحرك الشارع مطلوب حتى يتم محاكمتهم على جرائمهم”، مشيرا إلى ما يحدث في المعتقلات المصرية من جرائم وإهمال طبي و منع زيارة ومنع تريض وتعذيب.
يشار إلى أن سجن العقرب، شهد في 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 وفاة القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، البرلماني السابق حمدي حسن، أحد رموز ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، إثر تدهور حالته الصحية وتعرضه لإهمال طبي، ورفض الإفراج عنه أو نقله لمستشفى خاص.
وعقب وفاة حسن، أصدرت رابطة أسر معتقلي سجن العقرب عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” مناشدة أكدت فيها أنه لم يكن الضحية الأولى لانتهاكات سجن العقرب، وفي حال استمرار هذه الانتهاكات لن يكون الضحية الأخيرة.