شدوى الصلاح
قال الباحث في الشؤون الأفريقية موسى تيهوساي، إن الإمارات تحاول بتقديمها دعمًا عسكريًا للحكومة الإثيوبية في قتالها ضد قوات تيغرايان في الحرب الأهلية المستمرة منذ عام، أن تكون يد لبعض القوى الدولية المتنافسة في منطقة القرن الأفريقي كالصين وروسيا.
وأضاف في حديثه مع الرأي الآخر، أن ذلك يأتي ضمن سياسة الإمارات الخارجية الصبيانية، ومغامراتها الطائشة، مؤكدا أن الإمارات تستنزف طاقتها وسمعتها الدولية وتبديد مال الشعب بشكل عبثي غريب.
وأشار تيهوساي، إلى أن الصين قدمت دعما قويا لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، عن طريق الإمارات بما في ذلك الطائرات المسيرة وينغ لونغ الصينية التي استخدمتها أبوظبي في ليبيا لدعم مشروعها برعاية اللواء الانقلابي خليفة حفتر.
ولفت إلى أن السياسية الخارجية للإمارات شبيهة إلى حد كبير بسياسة فرنسا في منطقة القرن الأفريقي، حيث يغيب المنطق ويسود التخبط والعمى الاستراتيجي، والذي انتهى بفرنسا إلى خسارة وانكشاف استراتيجي في منطقة الساحل الأفريقي وليبيا.
ورأى تيهوساي، أن الفرق بين باريس وأبوظبي أن الأخيرة تطبق أجندة دولية فقط وليس لها هدف استراتيجي واضح، وحتى وإن كان لها أطماع في إفريقيا إلا أنها لا تمتلك القوة الكافية لضمان وجود مؤثر في القارة السمراء.
وأوضح أن تحقيق الإمارات لأطماعها يتطلب وجود خشن وقواعد كبيرة وجنود على الأرض ودبلوماسية قوية ومستقلة، حتى تتجرأ على منافسة القوى الكبرى في تلك القارة التي باتت محط صراع نفوذ دولي وتنافس محموم قد يفجر نزاع عالمي جديد.
وأكد تيهوساي، أن العرب لن يكون لديهم القدرة على المنافسة في هذا النزاع إن وقع بما في ذلك الدول التي طبعت علاقتها مع الاحتلال الإسرائيلي، محذرا من أن الإمارات لن تجني من دعمها غير المدروس لآبي أحمد، أي فائدة دبلوماسية سوى مجاملة بعض الدول الكبرى.
وأشار الباحث المتخصص في الشؤون الأفريقية، إلى أن دعم الإمارات لآبي أحمد، ربما يكون لضمان بقاءه في السلطة ومقايضة مصر عن طريق إثيوبيا وملف سد النهضة، موضحا أن الإمارات بحاجة إلى أدوات مؤثرة لضمان وقوف مصر مع سياستها في المنطقة.
ولفت إلى أن أحد أبرز هذه الأدوات ملف سد النهضة وإمكانية أن تلعب أبوظبي دورا كبيرا في المفاوضات والتأثير على الطرفين، خاصة الجانب المصري الذي سلبت الإمارات قراره لسنوات بسبب الدعم المالي للنظام.
يشار إلى أن قناة الجزيرة، حصلت على صور بالأقمار الصناعية كشفت أن الإمارات تقدم دعمًا عسكريًا مكثفًا للحكومة الإثيوبية في قتالها ضد قوات تيغرايان في الحرب الأهلية المستمرة منذ عام والتي أودت بحياة عشرات الآلاف من المدنيين وشردت الملايين.
ورصدت قواعد جوية في الإمارات وإثيوبيا ووجد أدلة على أكثر من 90 رحلة جوية بين قاعدة سويحان شرق أبوظبي وقاعدة “هرار ميدا”، جنوب أديس أباب، بين سبتمبر وأكتوبر 2021، حيث تم إخفاء أو إخفاء وجهات هذه الرحلات عمدًا في سجلات الرحلات الرسمية.
وأوضحت الجزيرة، أنه تم تشغيل الجسر الجوي بين الإمارات وإثيوبيا بمساعدة شركتي شحن خاصتين إضافيتين: شركة إسبانية نظمت أكثر من 50 رحلة “دعم عسكري” بين البلدين، وشركة أوكرانية نظمت أكثر من 30 رحلة، وفقًا لـ الجزيرة.