شدوى الصلاح
قال رئيس المنظمة الأوروبية لحقوق الإنسان علي الدبيسي، إن تغليظ السلطات السعودية لعقوبة السجن، بحق الكثيرين من معتقلي الرأي خلال 2021، يهدف للقضاء على الإنسان وضمان عدم وجود أي أصوات معارض لسياستها سواء الآن أو بعد سنوات.
وأكد في حديثه مع الرأي الآخر، أن الاعتقالات السياسية في السعودية والأحكام ليست تطبيقا لعدالة أو لقوانين مكتوبة محددة، لأن السعودية ليس بها عقوبات مقننة منصوصة لجرائم محددة، وهو ما يلاقي انتقاد حقوقي واسع.
وأوضح الدبيسي، أن الهدف من السجون السياسية ليس تطبيق عدالة أو إحقاق حقوق أو الامتثال لقانون حقوقي مكتوب، إنما تهدف لإخماد الشعب وإقصاءه ودوره وصوته داخل السعودية والقضاء على مطالبه المحقة وحرية التعبير.
واستدل على ذلك بالمعتقل وليد أبو الخير المحكوم عليه بـ15 سنة والمنع من السفر مدة مماثلة، موضحا أن هذا يعني أنه سيتمكن من السفر وممارسة حريته خارج البلاد حين يصل إلى فوق الـ60 عاما، لأنه إذا بقى داخل السعودية فلن يستطيع أن يعمل أي شئ.
وأضاف الدبيسي: “بعض كبار السن السياسيين محكوم عليهم بأحكام طويلة، وبطريقة حسابية سنجد أن انتهاء مدة سجنهم تعني أنهم قاربوا الأعمار الاعتيادية للوفيات، وأحيانا يفرج عنهم في سن الـ60 ويمنعوا من السفر مدد مماثلة لفترة حبسهم”.
وتابع: “بالتالي فإن تجديد الأحكام وتمديدها وإعادة تدويرهم في قضايا جديدة هي في سياق القضاء على الإنسان داخل السعودية لضمان الإخماد المحكم لأصواتهم”.
وأشار الدبيسي، إلى أن السلطات السعودية تعلم أن خروج أحد المعتقلين السياسيين سيبث الحياة في أوساط اجتماعية معينة، وسيشحذ الهمم والنفوذ للانتقاد، وينعكس معنويا على الباقين ويكون له رمزية، وهوا ما لا تريده أن يكون، فتمارس تمديد السجن بذرائع متعددة.
وأكد أن السلطات السعودية لا تجد عناء في ذلك، ولا تحتاج للجوء للقضاء أساسا لأنه غير مستقل والمدعي العام في يدها، وبالتالي تدعي على أي سجين أي تهم جديدة وتختلق له قضية وتفتحها له بأساليب متعددة، والقضاء يصادق عليها بعدما يرفعه له المدعي العام.
يشار إلى السلطات غلظت عقوبة الحبس على الدكتور محمد موسى الشريف من 5 سنوات إلى 13 سنة، والدكتور يوسف الأحمد من 4 سنوات إلى 13 سنة، والدكتور علي بادحدح من 6 سنوات إلى 9 سنوات، والدكتور عادل باناعمة من 3 سنوات ونصف إلى 8 سنوات.
كما غلظت عقوبة الدكتور إبراهيم الحارثي من 5 سنوات إلى 8 سنوات، وإبراهيم الناصر من 3 أشهر إلى 3 سنوات، والدكتور عمر المقبل من 6 أشهر إلى 4 سنوات، والدكتور صنهات العتيبي من 4 إلى 8 سنوات، والدكتور محمد الحضيف من 9 سنوات إلى 13 سنة.
وحكمت السلطات السعودية على الناشط خالد العمير بالسجن 9 سنوات بدلا من 7 سنوات، والناشط محمد العتيبي بـ17 سنة بدلا من 14 سنة.