شدوى الصلاح
توقع الأمين العام لحزب التجمع الوطني السعودي المعارض الدكتور عبدالله العودة، أن تأتي حملة الدعاية الإعلانية المناهضة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، التي أطلقها الحزب عبر شاحنة متنقلة جابت شوارع العاصمة الأميركية واشنطن منتصف الشهر الجاري، ثمارها.
وأوضح في حديثه مع الرأي الآخر، أن أصحاب فكرة الحملة هم أعضاء بالحزب، وتهدف للضغط على الطغمة الفاسدة في السعودية وعلى رأسها بن سلمان، لأننا نضربهم من حيث يتوجعون، لأنهم يتألمون فقط من الإدارة الأميركية، ولا يهمهم رأي الشعب أو صوته.
وأضاف العودة، أن النظام السعودي يظن أن قيادة الشعب بالحديد والنار كافية لإسكاتهم وإصماتهم، ونحن نريد بالحملة أن نقول إننا صدى للداخل وأن ما ترونه من عمل بالخارج هو فقط أصداء للشعب السعودي، والتي ستتحول إلى الداخل في مرحلة ما.
وعن آلية اختيار الصورة التي وضعت على الشاحنة التي اتخذت في إحدى مراحل جولاتها من أمام الكونغرس الأميركي مقراً لها، قال: “بعدما وافقنا على استخدام صورة بن سلمان ابتداء دعينا مجموعة من أعضاء الحزب لاختيار رسالة تكون بسيطة وواضحة وذكية”.
وتابع العودة: “اتفقنا على عبارة: نحن نستحق الديمقراطية وليس السيد ولي العهد ناشر العظام، ثم اقترحنا على الأعضاء تقديم تصميمات للصور فصمم العديد من الكوادر الفكرة ثم طورناها واعتمدناها ونسقنا مع أصحاب الدعاية السياسية في واشنطن للعمل بها”.
وأوضح أن الحملة تستهدف أيضا التأثير على الكونغرس الذي يشرع ويستطع منع كافة أشكال الدعم المقدم للنظام السعودي لأنه الشيء الوحيد الذي يبقيه على قيد الحياة، مؤكدا أن سلطة بن سلمان لن تقوم لها قائمة لولا حماية الغرب، ودعمه سياسياً وعسكرياً واقتصادياً.
وذكر العودة، بقول الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، “إن الحكومة السعودية ستسقط في خلال أسبوعين لو رفعت الإدارة الأميركية يدها عن السلطة هناك”، مؤكدا أن الدور المنتظر من الحكومة الأميركية مهم جداً.
وبين أن ضغط الحزب إعلامياً وسياسياً في أميركا والغرب بشكل عام وصناع القرار ليس لأجل ممارستهم التغيير في السعودية، ولكن ليرفعوا أيديهم عن المستبدين والطغاة الديكتاتوريين في السعودية والبلدان العربية، متوقعا أن يؤول القرار للشعب بمجرد حدوث ذلك.
وأشار العودة، إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، لم تفِ بالتزاماتها ووعودها التي أطلقتها إبان دعاياتها الانتخابية بشأن ملاحقة بن سلمان ومعاقبته على جريمة اغتيال خاشقجي، مؤكدا أن تحقيق ذلك ما زال يحتاج إلى ضغط أكبر.
ولفت إلى أن الحزب الديمقراطي في أميركا كان يقول إن إدارة ترامب ضعيفة فيما يتعلق بالسعودية لأنها حليف للديكتاتوريين، أما الإدارة الحالية فقدمت وعود كبيرة بمعاقبة بن سلمان وحينما وصلت إلى السلطة بدأت تتعامل بطريقة مختلفة.
وتابع العودة: “هي لن تكون مثل ترامب في دعمه الكبير المتعلق بقضية المال مقابل الحماية، لكنها لن تصنع فرقاً كبيراً فيما يتعلق ببعض الملفات مثل ملف التسليح، إذ قدمت للسعودية أسلحة بـ650 مليون دولار الفترة الماضية بحجة أنها أسلحة دفاعية”.
وقال: “نؤكد أن الشعب السعودي لم يتم حمايته بالعكس تستخدم هذه الأسلحة لقمعه وضربه، ورأينا قبائل الحويطات وما حدث معها وقتل عبدالرحمن الحويطي، وباقي القبائل التي هجرت، والاعتقالات السياسية والتحرش بالفتيات المعتقلات وصعقهن بالكهرباء”.
وأكد الأمين العام لحزب التجمع الوطني، أن هذه الأسلحة كلها لم تحمِ الشعب وإنما تحمي فقط من هم على كرسي العرش، مضيفا: “لذلك نحن مع حماية الشعب وليس مع حماية الطغمة الفاسدة”.
وجزم بأن قضيىة خاشقجي لن تنتهي إلا بمحاسبة قتلته، مشيرا إلى أن مؤسسة الديمقراطية الآن للعالم العربي، لديها قضية مرفوعة ستكون شوكة في حلق السلطة السعودية، بالإضافة إلى قضايا أخرى حول العالم.
ورأى العودة، أن إعلان فرنسا مؤخرا عن اعتقال أحد المشتبه في تورطهم في اغتيال خاشقجي، ثم إطلاق سراحه بحجة الالتباس في الاسم، يعد رسالة إلى القتلة الحقيقيين بأنهم لن يفلتوا من العقاب وسيظل العالم يلاحقهم.
وبشر بأن الحزب سيطلق قريباً حملات مشابهة تتعلق بالدفاع عن المعتقلين وتطالب بإطلاق سراحهم ووقف الإعدامات وغيرها، موضحا أن هذه الحملات ضمن وسائل المقاومة السلمية التي يتبناها الحزب ويدعو لها، وهي جزء من أفكارها.
وأوضح العودة، أنها تتعلق بشقين أحدهما بالداخل والآخر بالخارج، قائلا: “ما فعلناه يتعلق بالشق الأخير ويعد جزء من عمليات الحشد، وفي الداخل تبدأ المقاومة السلمية بعملية التوعية والإرشاد فيما يتعلق بمبادئها وطرقها، ثم تنتهي بممارسة أفكار إبداعية في عملية المقاومة”.
يشار إلى أن حزب التجمع الوطني أطلق منتصف الشهر الجاري، حملة إعلانية على شاحنة متنقلة في شوارع العاصمة الأميركية، ظهر على جوانبها صورةً لولي العهد، مكتوب عليها عبارة “نحن نستحق الديمقراطية وليس السيد ولي العهد ناشر العظام” في إشارة لاغتيال خاشقجي.
وواصلها الجمعة الماضية بإيقاف الشاحنة أمام الكونغرس الأميركي، معلنا أنه سيبقى يذكر العالم بكل الجرائم المرتكبة بحق الشعب السعودي من اغتيال خاشقجي للتحرش بالناشطات في المعتقلات والمطالبة بالإعدامات وتشويه الحقائق وتعذيب الدعاة والإصلاحيين وغيرها.