نقلت “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن مسؤول سعودي كبير قوله إن الانتصار بالنسبة للسعودية في حرب اليمن يعني “التوصل إلى حل سياسي”، بعد سبع سنوات من الحرب التي أدت لمقتل مئات آلاف اليمنيين، وتسببت بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وقال المسؤول السعودي للصحيفة الأمريكية: “لن أقول إن إيران فازت. الفوز بالنسبة لنا هو حل سياسي. الفوز لإيران هو فوضى مستمرة”.
وذكر أن “الحملة العسكرية الحالية، دفعت الحوثيين إلى الوراء على الجبهات الرئيسية، ولديها القدرة على قلب دفة الحرب وإجبار الحوثيين على المشاركة في مفاوضات جادة”.
وأشار إلى أن “الحوثيين واجهوا في الأسابيع الأخيرة صعوبة في تجنيد المزيد من المقاتلين وتكبدوا خسائر فادحة في ساحة المعركة وفقدوا دعم اليمنيين الذين سئموا من حرب لا نهاية لها”.
وقالت ندوى الدوسري، الزميلة غير المقيمة والخبيرة الخليجية في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، إن “إيران انتصرت في حرب اليمن”، لافتة إلى أن “ما فعلته طهران مع الحوثيين مثير للإعجاب”.
وأضافت أن “الحصار والهجمات العسكرية ليسا حلاً للأزمة اليمنية ومثل هذه الأعمال تصعد التوتر في المنطقة”.
وأصبح إنهاء الحرب في اليمن بمثابة اختبار للعلاقات الأمريكية السعودية، إذ تسببت الضربات الجوية السعودية بقتل الآلاف من المدنيين، عدا عن الحصار الاقتصادي الذي تسبب في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وتوحد المشرعون الأمريكيون من جميع الأطياف السياسية للحد من الدعم الأمريكي للحملة العسكرية التي لا تحظى بشعبية في الخليج.
وأخبر الرئيس بايدن السعوديين أن حل الأزمة في اليمن أمر أساسي لإصلاح علاقة الرياض المتوترة مع واشنطن، وبعد فترة وجيزة من توليه منصبه، قطع بايدن الدعم العسكري الأمريكي للسعودية للعمليات الهجومية.
وتعرضت السعودية لقصف حوثي بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة أكثر من مرة، بعضها استهدف مناطق نفطية حساسة.
وتدخلت السعودية في جارتها الجنوبية بمارس/ آذار 2015 بالتعاون مع عدد من الدول المتحالفة معها وبدعم من الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية، بهدف تقليص مكاسب الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة.
ورغم تدخل السعودية وحلفائها، إلا أن الحوثيين كسبوا المزيد من الأراضي، فيما وصلت الأوضاع الإنسانية في اليمن إلى مستوى كارثي.
وتتعمق الكارثة الإنسانية التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأسوأ في العالم، يومًا بعد يوم في اليمن.
وحذر برنامج الغذاء العالمي من أن 16 مليون يمني “يتجهون نحو المجاعة”.
وقُتل أكثر من 377 ألف يمني وجُرح عدد أكبر خلال سبع سنوات من الحرب المستمرة.