شن ناشطون هجومًا لاذعًا على منصة “اعتدال” السعودية، التي تستهدف “محاربة الفكر المتطرف”، بعد دعوتها إلى “تقبّل تنوع الأديان”، مؤكدين أن تقبّل حُكام السعودية “الرأي الآخر” أولى من هذه الدعوة.
ونشرت منصة “اعتدال” تغريدة كتبت فيها: “تقبل تنوع الأديان.. تجسيد لقيم التعايش والتسامح”، مع وضع صورة تحمل النجمة السداسية (اليهودية) والصليب (المسيحية) والهلال (المسلمين).
وجاءت معظم الردود، التي وصلت إلى العشرات، على تغريدة المنصة غاضبة من النهج الذي تدعوا إليه، فيما ذكّر بعضهم باعتقال السلطات المئات على خلفية التعبير عن آرائهم المعارِضة في السعودية.
ورد أحد الحسابات على تغريدة “اعتدال” بقوله: “إن الدين عند الله الإسلام، ويا اعتدال إذا أنتم تدعون لتقبل تنوع الأديان؛ لماذا لا تتقبلون اختلاف الآراء، لماذا العلماء في السجون”.
وأضاف “أليس الأولى أن تبدأوا بأنفسكم، نحن نؤمن أن أي إنسان له حرمته وحقوقه بغض النظر عن دينه أو أصله، وأنتم كرهبان بني إسرائيل تؤمنون ببعض وتكفرون ببعض”.
أما عبد الرحمن السوادي فنكتب: “عزيزي.. الدين واحد لا يتعدد، إلا إذا قررت أن الحق يتعدد، وهذا محال عقلاً وفطرةً”.
وذكر هيثم أنه “ليس هناك أديان. هناك انحرافات؛ إنما هو دين واحد نزل من عند رب واحد”.
وتساءل باستغراب “أم أنكم تظنون أن هناك أكثر من آلهة ليكون هناك أكثر من دين؟!”.
وعّبر ميدو عن رأيه بغضب رغم خشيته السجن، وقال: “أقسم بالله الموضوع صار لا يطاق، بيجي زمن بتختفي المساجد.. ما بكمل عشان لا أتسجن”.
أما أحمد جابر محمد فتساءل أيضًا: “وماذا عن مذابح المسلمين من قبل البوذيين والهندوس واليهود وأعوانهم؟”.
وعلّقت حجازية حرة بسخرية “خلي يصير فيه تنوع آراء بالأول”.
وفي السياق نفسه كتب سعيد: “المضحك أن كاتب هذه التغريدة يخون المواطن الذي يتحدث عن البطالة وحتى الذي ينتقد الترفيه يتم الزج به في السجن وتخوينه والمطالبة بقتله”.
وقال بن رشد الحفيد: “تقبلون تنوع الأديان ولا تقبلون تنوع نصائح العلماء وتسجنونهم لآرائهم فقط.. نفاق فاق المستحيل”.
وكتب حساب باسم المنشق: “الأول تتعايشوا مع مواطنيكم وتفرجوا عن معتقلي الرأي بعدين فكر في إنك تتعايش مع غيرك”.
وأضاف سانتوس: “ما خليتم أحد ما كفرتوه ثم فجأة صرتم تقبلون الأديان. تقبلون كل الأديان إلا الإسلام”.
وتابع الشريف محمد بغضب “ساجنين بنات القبايل يا أوغاد وتقولون تسامح؟؟ لعن الله أشكالكم”.
وفي الوقت الذي تدعو فيه السعودية إلى “تقبل تنوع الأديان” فإنها تمنع تشكيل أي أحزاب سياسية أو إنشاء وسائل إعلام مغايرة لوجهة نظر النظام الحاكم، داخل البلاد.
ومنذ صعود ولي العهد محمد بن سلمان، اعتقلت السعودية عشرات المعارضين السياسيين من الدعاة والأكاديميين والخبراء، وطالبت النيابة العامة بإعدام عدد منهم بتهم “الإرهاب”.
كما تواصل السلطات أيضًا استهداف المعارضين في الخارج عبر ملاحقتهم والتجسس عليهم، فضلًا عن التضييق على عائلاتهم في الداخل باستخدام مجموعة متنوعة من الأساليب، بما في ذلك حظر السفر والاحتجاز التعسفي بطرق ترقى إلى العقاب الجماعي.
وكان أبشع استهداف للمعارضين في الخارج ما حدث للصحفي جمال خاشقجي، إذ أعدمه فريق اغتيال سعودي وقطّع أوصاله في 2 أكتوبر/ تشرين أول 2018 داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.
وكشفت تقارير المخابرات الأمريكية أن اغتيال خاشقجي كان بأوامر مباشرة من محمد بن سلمان.