من المقرر أن يتواجه بطلاً سباقات العالم في فورمولا 1 “لويس هاميلتون” و”ماكس فيرستابن” في أبوظبي يوم الأحد في بطولة السباقات العالمية، لكن اختيار الاتحاد الدولي للسيارات للدول المضيفة طوال الموسم يكشف عن استعدادهما لتجاهل مخاوف حقوق الإنسان.
يُذكر أن خمسة من 23 حدثًا خاصًا بـ”فورمولا 1″ في عام 2022 ستقام في دول تعد من بين أسوأ الدول في العالم من حيث انتهاكات حقوق الإنسان وهي الإمارات والسعودية وقطر.
كما ستستضيف أذربيجان وسنغافورة أيضًا سباقات الموسم المقبل، مما يعني أن ما يقرب من ثلث التقويم سيتم تشغيله في أماكن يجب أن تمثل مآزق أخلاقية لمنظمي الاتحاد الدولي للسيارات.
وقال مدير الاتحاد الدولي للسيارات، “جان تود”، لقناة “سي إن بي سي” إن “رياضة السيارات يجب ألا تستخدم كمنصة سياسية”.
وقال المدوّن الرياضي “جو كابرارو” إن قائمة الفظائع التي ترتكبها هذه البلدان طويلة ومثيرة للقلق ومعروفة بشكل جيد.
وأضاف في تدوينةٍ له أنه يتفهم أن الاتحاد الدولي للسيارات هي شركة وتتخذ قرارات بناءً على اعتبارات مالية، لكن رفضهم مناقشة هذه القضايا أو الاعتراف بها يترك العبء على عاتق مجموعات مثل “هيومن رايتس ووتش” ومنظمة العفو الدولية – والسائقين.
وقال المدوّن الرياضي: “لحسن الحظ، اثنان من قدامى المحاربين في الفورمولا 1 قد تحملا هذا العبء عن طيب خاطر، حيث ارتدى لويس هاميلتون علم المثليين على خوذته للاحتجاج على سياسات السعودية المناهضة لمجتمع الميم، فيما استضاف “سيباستيان فيتيل” حدث الكارتينغ للشابات خلال الأسبوع الذي سبق السباق في جدة.
وأشار إلى أن الاتحاد الدولي للسيارات يحتاج إلى التفكير في أن صمته بشأن هذه القضايا ووضع هذه الدول المستمر على التقويم يساوي تأييدًا لأسوأ أنواع انتهاكات حقوق الإنسان.
وقال المدوّن: “قد يكون لدى الفورمولا 1 جمهور أسير على ما يبدو، ولكن إذا استمر السائقون في التحدث والتصرف ضد هذه الجرائم، فقد يؤدي وعي المعجبين إلى بعض التغييرات. وفي عالم مثالي، قد تكون خسارة الملايين من الاتحاد الدولي للسيارات في الواقع، الحافز الذي تحتاجه بعض هذه البلدان لإعادة التفكير في كيفية تطبيق العدالة واحترام حقوق الإنسان”.
ولفت إلى أن “أنبل شيء يمكن أن تفعله الرياضة هو إلهام التقدم الاجتماعي، فبصفتها إحدى المنظمات الرياضية الدولية الرائدة في العالم، فإن من واجب الاتحاد الدولي للسيارات أن يأخذ زمام المبادرة وألا يختبئ وراء ميزانيته العمومية”.