استعرض تقرير لموقع “غلوبال برس جورنال” الأمريكي عددًا من حالات تعرض النساء الاوغنديات إلى الاستغلال خلال أعمالهن المنزلية كخادمات في السعودية، وقال قوانين المملكة تحمي مواطنيها أمام العاملات المنزليات اللاتي وقعن عُرضة للاستغلال وسوء المعاملة.
ويقول الموقع إنه تم توثيق المعاملة اللاإنسانية للعمال المهاجرين على نطاق واسع من قبل منظمة “هيومن رايتس ووتش”، ففي العقد الماضي، هاجرت عشرات الآلاف من النساء الأوغنديات رسميًا إلى السعودية ودول الخليج للعمل كخادمات في المنازل وإرسال الأموال إلى عائلاتهن في بلادهنّ، كما تم تهريب عدد غير معروف إلى تلك الدول.
وفي عام 2016، دفعت التقارير المتصاعدة عن الانتهاكات، أوغندا إلى منع النساء من العمل كخادمات في السعودية، ووفقًا للتقرير، تم تخفيف الشروط بعد عام فور أن توصلت الدول إلى اتفاقيات جديدة بشأن حماية العمال. لكن ظهرت المزيد من حالات الاستغلال منذ ذلك الحين، وأعلنت الحكومة الأوغندية مؤخرًا عن مراجعة معاهداتها الثنائية مع المملكة.
من ناحيتها، تقول “فيوليت مبابازي”، والتي تُدير إحدى وكالات التوظيف في بلادها للموقع إنهم حققوا في الحوادث التي تعرضت فيها الأوغنديات للاستغلال وانتهاك حقوقهن مع شركائهم السعوديين، لكن الشرطة في المملكة لم تجد أدلة.
وأثارت احتجاجات حملة “حياة السود مهمة” العام الماضي في الولايات المتحدة مناقشات حول التمييز المنهجي ضد مجتمعات السود في دول الخليج أيضًا.
ويعتقد المدير التنفيذي للرابطة الأوغندية لوكالات التوظيف الخارجية، وهي هيئة تمثل الوكالات التي ترسل العمال إلى الخارج “إنيد نامبويا” أن العنصرية هي الدافع وراء تلك الانتهاكات التي تتعرض لها الأوغنديات في السعودية.
ويقول “نامبويا”: “يتعرض عمالنا للتمييز لأنهم من السود”.
ووفقًا للتقرير، في البداية، أدى جائحة الفيروس التاجي إلى تباطؤ الهجرة إلى السعودية ودول الخليج، لكن الأعداد تتزايد مرة أخرى، بحسب وزارة الداخلية في أوغندا.
وبحسب التقرير، تسافر ما يقدر بنحو 300 امرأة أوغندية إلى دول الخليج يوميًا، حيث يكسبن ما بين 200 و 500 دولار شهريًا، وهي ثروة مقارنة بأوغندا.
وتحاول الحكومة الأوغندية تحسين تنظيمها لوكالات العمل في البلد الإفريقي، كما يقول “ميلتون تورياسيما”، مساعد مفوض خدمات التوظيف في وزارة النوع الاجتماعي والعمل والتنمية الاجتماعية.
ويؤكد أيضًا أن الهياكل موجودة بالفعل للعمال في الخارج للاتصال بوكالة التوظيف أو وزارة العمل الأوغندية أو السفارة الأوغندية إذا واجهوا مشاكل.
لكن كلمات المسؤول الحكومي قد جوفاء لمن عادوا من المملكة من الأوغنديات.
تقول إحدى العاملات العائدات من المملكة- والتي تعرضت لسوء استغلال- وتُدعى “ناماغاندا” إنها بالكاد فهمت ما قالته الشرطة السعودية عندما أخذوا أقوالها خلال تعرضها للاعتداء من مُشغّلها، كما أنها “لم تسمع قط عن السفارة الأوغندية، ناهيك عن كيف يمكن أن تساعدها ولم تعتقد أبدًا أنها تستطيع متابعة شكوى”.
ويقول “فريد موسى موخولي”، المسؤول في وزارة الخارجية الأوغندية إن تحقيق العدالة لمواطناته قد تكون مستحيلة لأن مواطني السعودية ومواطني دول الخليج محميون بموجب قوانينهم”.