فتحت شرطة المملكة المتحدة تحقيقا في محاولة لمنح مرتبة الشرف والجنسية البريطانية لمواطن سعودي مرتبط بجمعية تشارلز أمير ويلز الخيرية.
وقالت دائرة شرطة العاصمة في لندن إنها تحقق في مزاعم الجرائم بموجب قانون الشرف (منع الانتهاكات) لعام 1925.
وأضافت قوة الشرطة في بيان: “القرار يأتي بعد تقييم لخطاب في سبتمبر 2021 يتعلق بتقارير وسائل الإعلام التي تزعم تقديم عروض للمساعدة في تأمين التكريم والجنسية لمواطن سعودي”.
وتابعت “أجرى فريق التحقيق الخاص عملية التقييم التي شملت الاتصال بمن يعتقد أن لديهم معلومات ذات صلة”.
وأشارت إلى أن الضباط المعنيين قاموا بالتنسيق مع مؤسسة الأمير بشأن نتائج تحقيق مستقل في ممارسات جمع التبرعات، وقدمت المؤسسة عددًا من الوثائق ذات الصلة.
وكان مايكل فوسيت، أقرب مساعدي الأمير تشارلز، أمير ويلز، استقال من منصبه كرئيس تنفيذي لمؤسسة الأمير الخيرية بسبب التدخل لصالح رجل الأعمال السعودي مرعي مبارك بن محفوظ.
وذكرت صحيفة صنداي تايمز أن محفوظ، المدرج في قائمة الداعمين على موقع The Prince’s Foundation، تبرع بمبالغ كبيرة- ملايين الدولارات- لمشاريع ترميم ذات أهمية خاصة لتشارلز، مضيفة أن محفوظ ينفي ارتكاب أي مخالفة.
أما صحيفة “ديلي ميل” فكشفت أن فوسيت عرض على رجل الأعمال السعودي المساعدة في تأمين لقب وجنسية بريطانية لقاء تمويله مؤسسة تشارلز الخيرية.
ووصفت الصحيفة الأمر بأنه “فضيحة المال مقابل الخدمات”.
وعلى إثر وفاة الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث الثانية في أبريل الماضي، دارت تكهنات بإمكانية تنحي الملكة (95 عامًا)، لصالح ابنها الأكبر الأمير تشارلز (72 عاما).
وفوسيت، الذي تمت تبرئته في عام 2003 من مزاعم سوء السلوك المالي بشأن بيع الهدايا الملكية، تم تعيينه رئيسًا تنفيذيًا لمؤسسة الأمير في عام 2018 بعد إعادة تنظيم جمعيات تشارلز الخيرية.
وقال دوجلاس كونيل رئيس مؤسسة الأمير: “في وقت سابق اليوم، عرض مايكل فوسيت التنحي مؤقتًا من مهامه الفعلية كرئيس تنفيذي لمؤسسة الأمير بينما لا يزال التحقيق جاريًا”.
وأضاف “لقد قبلت مؤسسة الأمير هذا العرض. يدعم مايكل التحقيق الجاري بشكل كامل وأكد أنه سيساعد التحقيق بكل الطرق”.
وستتولى إميلي شيرينجتون، كبيرة مسؤولي التشغيل، المسؤولية في غضون ذلك.
وقالت متحدثة باسم مؤسسة الأمير: “مؤسسة الأمير تأخذ على محمل الجد الادعاءات التي تم لفت الانتباه إليها مؤخرًا، والأمر قيد التحقيق حاليًا”.
وأضافت “نحن فخورون بشكل لا يصدق بالعمل الخيري لمؤسسة The Prince’s Foundation والتأثير الإيجابي الذي تتركه على المستفيدين لدينا في جميع أنحاء المملكة المتحدة وفي جميع أنحاء العالم”.
وذكرت أن “برامجنا التعليمية والتدريبية، على وجه الخصوص، تفيد أكثر من 15000 شخص كل عام، وتزود طلابنا بالمهارات والثقة اللازمة للحصول على عمل أو بدء أعمالهم التجارية الخاصة”.
وبدأ فوسيت خدمته الملكية في عام 1981 كرجل قدم للملكة، وارتقى في الرتب إلى رقيب خادم ثم خادم مساعد تشارلز، مرتديًا بدلاته وقمصانه المخصصة كل صباح في قصر كنسينغتون.
واتُهم ببيع الهدايا الملكية غير المرغوب فيها والاستيلاء على نسبة مئوية من العائدات عندما كان مساعد تشارلز الشخصي، ولكن تمت تبرئته من خلال تحقيق داخلي من أي سوء سلوك مالي.
ووجد التحقيق، الذي ترأسه السكرتير الخاص لتشارلز آنذاك، مايكل بيت، أن فوسيت “انتهك القواعد الداخلية المتعلقة بالهدايا من الموردين” ولكن لا يمكن انتقاده بشدة لأن القواعد لم يتم تطبيقها ولم يخف مثل هذه الهدايا.
لكن التقرير رسم صورة فوسيت باعتباره متنمرًا وقبِل الهدايا القيمة من الغرباء.
واستقال المساعد الملكي بعد نشر التقرير، لكنه استمر في الحصول على رعاية الأمير بصفته منسقًا مستقلًا ومخططًا للحفلات، وحصل على حزمة تعويضات نقدية غير معلنة بالإضافة إلى اتفاق للعمل كمدير أحداث الأمير.