أثارت صور جديدة لأحمد عسيري، نائب رئيس المخابرات العسكرية السعودية وقت اغتيال جمال خاشقجي، الغضب على الإنترنت بعد أن ظهر يعيش حياة مريحة على الرغم من عقوبات الولايات المتحدة عليه بشأن مقتل الصحفي.
وظهر عسيري، الحليف المقرب لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، جالسًا في طائرة مجهولة في صور نشرت يوم الخميس الماضي.
وانتقد خالد الجابري، نجل ضابط المخابرات السابق سعد الجابري- الذي يخوض معارك قانونية مع محمد بن سلمان- توقيت الصور، وعلّق بقوله: “عندما يمشي القاتل حرًا”.
وأضاف “أول صورة علنية للواء أحمد عسيري، بعد أقل من شهر من تسميته وإقراره من الحكومة الأمريكية لدوره في الاغتيال البشع لجمال خاشقجي الذي كان من المفترض أن يحتفل بعيد ميلاده الثالث والستين اليوم!”.
وقُتل خاشقجي، المطلع على العائلة المالكة والذي تحول إلى معارض، وقُطّعت أوصاله في القنصلية السعودية في اسطنبول عام 2018 أثناء محاولته الحصول على الأوراق الشخصية.
وبعد الإصرار في البداية على أن خاشقجي، الذي كتب لصحيفتي واشنطن بوست وميدل إيست آي، ترك المبنى حياً، اعترف المسؤولون السعوديون بعد أكثر من أسبوعين على مقتل الصحفي.
وأصرت الرياض على أن الاغتيال كان عملية “مارقة” حدثت دون موافقة كبار المسؤولين.
وتسببت جريمة القتل في صدمة في جميع أنحاء العالم، ولاسيما في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن الرئيس آنذاك دونالد ترامب تحرك لحماية الرياض وخاصة ولي العهد.
وفي الشهر الماضي، أعلنت وزارتا الخارجية والخزانة الأمريكية فرض عقوبات على عشرات الأفراد السعوديين بسبب تورطهم في مقتل خاشقجي وانتهاكات حقوقية أخرى.
وكشفت وزارة الخارجية عن قيود جديدة على التأشيرات أطلق عليها اسم “حظر خاشقجي” والتي من شأنها أن تسمح لواشنطن باستهداف “الأفراد الذين يُعتقد أنهم شاركوا بشكل مباشر في أنشطة جادة خارج الحدود لمكافحة المعارضين”.
كما فرضت وزارة الخزانة عقوبات على عدد من المسؤولين السعوديين، من بينهم أحمد العسيري، وأعضاء فريق الاغتيال الذي نفذ جريمة القتل، والمعروفة باسم “فرقة النمر” أو قوة التدخل السريع.
وجاءت العقوبات بعد أن أصدرت الولايات المتحدة تقريرًا استخباراتيًا طال انتظاره خلص إلى أن بن سلمان هو المسؤول في النهاية عن مقتل خاشقجي.
وكتب حساب باسم “QACCEM” على تويتر: “واحد من المتهمين في قتل جمال خاشقجي لكن رايح علي فين؟”
أما لينا الهذلول، شقيقة لجين الهذلول، الناشطة في مجال حقوق المرأة التي أُطلق سراحها من سجن سعودي الشهر الماضي بعد أن أمضت أكثر من 1000 يوم خلف القضبان، فتساءلت أيضًا عن المكان الذي يسافر إليه عسيري.
وعلقت على الصورة التي نشرها أحد المغردين بقولها: “إلى أين يذهب”.
وردت عليها مذيعة قناة الجزيرة غادة كويس فكتبت: “رايح يرجّع الشرعية والأمن والأمان إلى اليمن، ويطرد الحوثي من صنعاء ويسجّل بطولات ضد إيران، وبعدها يعرّج على القنصلية ليقنع المعارضين بالعودة إلى حضن الوطن ودفء النظام”.
وأشار بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن الصورة تم تصويرها بعناية، قائلين إن مثل هذه التحركات المحسوبة لم تكن غريبة على السعودية، وغالبًا لإظهار أن بن سلمان لا يزال قوياً.
وكتب مستخدم على تويتر: “إلي يعتقد إن الصورة عفوية ساذج جدا، هذي مقصودة والمخابرات ترتب مثل هذي الأشياء، وفيها رسائل عدة لأطراف عدة”.
كما غضب آخرون لرؤية عسيري يتنقل بحرية، قائلين إن العدالة يجب أن تتحقق لعائلة خاشقجي.