قال كاتب بريطاني إن البريطانيين أصبحوا مثل الشعب السعودي في تعرضهم للقمع حالما انتقدوا النظام السعودي.
وأوضح الكاتب “برندان أونيل” في موقع “سبايكد أون لاين” أن السعوديين الذين ينتقدون حكومتهم غالبًا ما يجدون أنفسهم في كثير من المتاعب.
وتقول منظمة العفو الدولية إن منتقدي الحكومة “يتعرضون للمضايقة والاعتقال التعسفي ويحاكمون”.
وتساءل الكاتب البريطاني: “هل تعلم أن الناس في المملكة المتحدة يخضعون الآن للتحقيق لانتقادهم النظام السعودي؟ صدق أو لا تصدق، الشرطة هنا في بريطانيا، في هذا المجتمع الليبرالي الذي يُفترض أنه علماني، أخذت تترصد ما إذا كانت ترى أو تسمع إدانة ضد النظام السعودي”.
يأتي ذلك بعد إعلان الشرطة البريطانية قبل يومين التحقيق في لافتة رفعها مشجعو نادي “كريستال بالاس” في حديقة سيلهورست والتي انتقدت استيلاء صندوق الاستثمارات العامة السعودي على “نيوكاسل يونايتد”.
حيث حملت اللافتة الكبيرة عبارات تنتقد الحكومة السعودية واستيلائها على النادي الإنجليزي، مثل: “قطع الرؤوس”، و”الاضطهاد” و”مراقبة المنشورات والإعلام” و”انتهاكات حقوق الإنسان” والإرهاب” و”القتل”.
وتحمل اللافتة مسؤولاً سعودياً يلوح بالسيف في اتجاه طائر “الغراب”، وهو رمز نيوكاسل يونايتد. واتهمت اللافتة السعوديين بممارسة أو دعم انتهاكات الحقوق المدنية والإرهاب وقطع الرؤوس والقتل والرقابة والاضطهاد.
وتم تصميم اللافتة ورفعها عالياً من قبل مجموعة معجبين في القصر تسمى Holmesdale Fanatics. قالوا إنهم يريدون ترديد “الإدانة والغضب على نطاق واسع” الذي استقبل “استيلاء السعودية على نيوكاسل”.
وقال الكاتب إن كان كل شيء كان على اللافتة صحيحًا من الناحية الواقعية؛ فالنظام السعودي بالفعل يعدم بعض المعارضين بقطع الرأس. فالمملكة تراقب وتضطهد، كما أنه كبار المسؤولين في السعودية متورطون في مقتل جمال خاشقجي. إذن ما الذي تبحث عنه الشرطة؟
وذكر الكاتب أن الشرطة تدعي أن اللافتة كانت “مسيئة” وأن الشرطة قالت إن أي مزاعم عن إساءة عنصرية سوف تؤخذ على محمل الجد.
وقال: “لا أستطيع أن أصدق أن هذا يجب أن يقال، لكن ليس من العنصرية انتقاد النظام السعودي. وليس من العنصرية تصوير رجل بملابس عربية وسيف ملطخ بالدماء، وهذا ما تفعله الثيوقراطية السعودية. إنه لأمر مزعج للغاية أن قوة شرطة في المملكة المتحدة أطلقت “تحقيقات” في بيان الحقائق الواضحة حول الثيوقراطية الإسلامية في المملكة العربية السعودية. بصرف النظر عن أي شيء آخر، فهذه إهانة بشعة للسعوديين المسجونين حاليًا لانتقادهم حكومتهم”.
وأشار إلى أن ما حادثة اللافتة كانت بمثابة تعبير سياسي. كانت مجموعة صغيرة من المعجبين تدلي ببيان سياسي شرعي تمامًا. وقيام الشرطة بـ “التحقيق” في الخطاب السياسي – أي نوع من الخطاب السياسي – هو أمر شائن وهي شهادة على مدى شدة أزمة حرية التعبير في المملكة المتحدة.
وقال إن فريق Holmesdale المتعصبين محقون تمامًا في تسليط الضوء على نفاق السلطات الكروّية ويبدو أنه في عالم كرة القدم، من الرائع مهاجمة أمريكا وقوات الشرطة التي يفترض أنها عنصرية، لكن الويل لأي شخص يسيء إلى نظام يضطهد منتقديه ويعامل النساء على أنهن نوع أدنى.