من المقرر أن تقلع أولى الرحلات الجوية مساء اليوم الاثنين من مطار الرياض إلى مطار “بن غوريون” الإسرائيلي.
وتأتي الرحلة الأولى بعدما أثار مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان التطبيع بين السعودية والكيان الإسرائيلي خلال اجتماعه الأخير مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حسبما أفاد موقع “أكسيوس” نقلاً عن ثلاثة مصادر أمريكية وعربية.
وفي وقت سابق، افتتح السلطات الإسرائيلية سفارتها في البحرين، واحتفل بمشاركة الكيان في معرض إكسبو 2020 في دبي، كأحدث الجهود فيما تم الإعلان عنه على أنه “تطبيع” للعلاقات مع دول المنطقة.
وتم توقيع اتفاقيات التطبيع في البيت الأبيض في سبتمبر 2020 بين الكيان والبحرين والإمارات، فيما وقع المغرب والسودان لاحقًا اتفاقيات تطبيع مع الاحتلال أيضًا.
يُذكر أنه مايو 2015، هبطت طائرة ركاب سعودية في مطار بن غوريون، حيث وصلت الطائرة، وهي من طراز إيرباص A330، من بروكسل ولم يكن على متنها ركاب.
وفقًا لتوجيهات الشركة، هبطت الطائرة في المطار الإسرائيلي للصيانة الروتينية من قبل شركة بيديك، وهي شركة إسرائيلية تعاقدت مع شركة صناعات الطائرات الإسرائيلية.
وأكد متحدث باسم شركة الطيران الإسرائيلية وصول الطائرة وقال إن “الصيانة المستمرة والروتينية” لطائرة الركاب من طراز إيرباص كانت جزءًا من الخدمات التي قدمها بن غوريون إلى الشركة المصنعة للطائرة.
وقبل أيام، قالت تقارير إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لا يُمانع بإقامة علاقات تطبيع مع الكيان الإسرائيلي مقابل تنفيذ شروط.
وأوضحت مصادر إعلامية أمريكية أن ولي العهد السعودي لم يرفض خلال محادثته مع مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان القضية الشهر الماضي في الرياض توقيع اتفاقٍ مع الكيان المحتل.
وتبذل إدارة الرئيس الأمريكي حاليًا جهودٍ لإقناع الرياض في إقامة علاقة مع الكيان وجرّها إلى مربع الإمارات والبحرين اللاتي سبقتاها في قطار التطبيع.
يُذكر أن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان أثار القضية الشهر الماضي في الرياض خلال اجتماع مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وفقًا لثلاثة مصادر أمريكية وعربية مشاركة في المحادثات.
وقالت المصادر إنه خلال المحادثة، لم يرفض محمد بن سلمان على الفور اقتراح إقامة علاقات دبلوماسية مع الكيان، وذكر الخطوات اللازمة لاتخاذ الخطوة، بما في ذلك تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة.
وكان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود في واشنطن يوم الخميس للقاء وزير الخارجية أنطوني بلينكين. ولم يرد ذكر احتمال انضمام السعودية إلى اتفاق التطبيع في التصريحات العلنية لأي من الجانبين.
واتخذت إدارة بايدن موقفًا أكثر انتقادًا تجاه المملكة مقارنة بسلفه دونالد ترامب، حيث ركزت على حقوق الإنسان وأثارت قضية اغتيال المعارض السعودي جمال خاشقجي.
ويشير التقرير إلى أن أي صفقة يجب أن تكون جزءًا من حزمة أكبر تشمل إجراءات إسرائيلية فيما يتعلق بالفلسطينيين وذوبان الجليد في العلاقات بين واشنطن والرياض.
وتضمنت اتفاقيات التطبيع في الأصل الإمارات والبحرين، ولاحقًا السودان والمغرب.
وبحسب ما ورد يعمل البيت الأبيض أيضًا على إضافة جزر القمر، وهي دولة جزرية ذات أغلبية مسلمة قبالة ساحل شرق إفريقيا إلى اتفاقيات التطبيع.
وتشمل الدول الأخرى ذات الأغلبية المسلمة التي تم ذكرها على أنها من المحتمل أن تنضم إلى اتفاقيات إبراهيم تونس وعمان وقطر وماليزيا.
وفي إبريل الماضي، قال بن فرحان إن اتفاق التطبيع بين المملكة والكيان الإسرائيلي سيفيد المنطقة، مشيرًا إلى أن الاتفاق “يعتمد إلى حد كبير على تقدم عملية السلام”.
وأضاف فيصل بن فرحان، في مقابلة مع شبكة سي إن إن، أن “تطبيع وضع إسرائيل في المنطقة سيحقق فوائد هائلة للمنطقة ككل”.
وذكر أن التطبيع مع الكيان الإسرائيلي “سيكون مفيدًا للغاية من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والأمنية”.
لكن بن فرحان قال إن ذلك “لن يكون ممكنًا إلا إذا تم إقامة دولة فلسطينية داخل حدود عام 1967”.