أفرجت السعودية عن رجل الأعمال البارز بكر بن لادن بعد أكثر من ثلاث سنوات من اعتقاله ضمن حملة واسعة من اعتقال الأمراء ورجال الأعمال تحت ذريعة مكافحة الفساد.
ومنذ اعتقاله انقلبت إمبراطوريته التجارية رأسًا على عقب، وخسرت مكانتها في السوق، وتدهورت أرباحها بشكل غير مسبوق.
وقال شخصان مقربان من عائلته لوكالة فرانس برس إن الرئيس السابق لمجموعة بن لادن، أكبر شركة إنشاءات في السعودية، اجتمع الأسبوع الماضي مع عائلته في مدينة جدة المطلة على البحر الأحمر بعد إطلاق سراحه من موقع احتجاز لم يكشف عنه.
وقال أحد المصادر إنه لم يتضح ما إذا كان الإفراج عن بكر، وهو رجل أعمال في السبعينيات من عمره كان يُنظر إليه من قبل على أنه صاحب نفوذ كبير، مؤقتًا لأن تحركاته لا تزال مقيدة.
وقال: “أطلق سراحه وطُلب منه البقاء في المنزل، ويسمح للناس بزيارته”.
وقال المصدر الثاني إن أسرته “سعيدة للغاية”، مضيفًا أنهم يأملون ألا يكون إطلاق سراحه بادرة حسن نية مؤقتة من جانب الحكومة قرب نهاية شهر رمضان المبارك.
وبكر، هو الأخ غير الشقيق لزعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن.
وحصدت عائلة بن لادن، التي تم تصنيفها على أنها عائلة روكفلر في السعودية بسبب مشاريع البنية التحتية المترامية الأطراف، ثروة هائلة لعقود على خلفية قربها من عائلة آل سعود المالكة.
لكن ثرواتهم تراجعت بعد صعود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي سعى إلى إعادة تشكيل الاقتصاد المعتمد على النفط.
ووقع بكر وشقيقان آخران، سعد وصالح، في شرك حملة اعتقالات جرت في تشرين الثاني / نوفمبر 2017 وشهدت حبس مئات من أفراد العائلة المالكة وكبار رجال الأعمال ووزراء الحكومة لأشهر في فندق ريتز كارلتون بالرياض.
واعتبر المراقبون على نطاق واسع الحملة بمثابة ابتزاز وتلاعب بالسلطة من الأمير محمد، الحاكم الفعلي.
وأُطلق سراح معظم المعتقلين، بمن فيهم سعد وصالح، بعد “تسويات” مالية مبهمة مع الحكومة.
وقالت مصادر عائلية إن الشقيقين مُنعوا من السفر إلى الخارج وأجبروا في البداية على ارتداء أساور إلكترونية في الكاحل لتتبع تحركاتهم.
ووفقًا لوثيقة رسمية اطلعت عليها وكالة فرانس برس، سيطرت الحكومة على مجموعة بن لادن المثقلة بالديون بعد أن استحوذت على حصة الإخوة الثلاثة الجماعية البالغة 36.2٪ في الشركة.
وقالت المصادر إن السلطات صادرت أيضا أصولا من بينها طائرات خاصة وسيارات فاخرة.
لكن على الرغم من التنازل عن المليارات من الأصول والأسهم، فقد تم احتجاز بكر، حيث قالت مصادر عائلية إن السلطات أفرجت عنه مؤقتًا مرة واحدة، في يناير 2019، حتى يتمكن من حضور جنازة عائلية.
وقال أحد المصادر إنه لا يزال يحتفظ بأصول “كبيرة” خارج المملكة.
وأضاف المصدر أن بكر لم يحاكم قط على الرغم من اعتقاله المطول ولم يتم الإعلان عن أي تهم محددة موجهة إليه.
وازدهرت إمبراطورية بن لادن التي بلغت قيمتها عدة مليارات من الدولارات خلال طفرة النفط، وحصلت على عقود حكومية مربحة لبناء القصور والجامعات والمساجد.
لكن علاقتهم الخاصة مع العائلة المالكة تغيرت عندما تولى الملك سلمان، والد محمد بن سلمان، العرش في عام 2015 بعد انهيار أسعار النفط في العام السابق.
كما ساهم في سقوطهم تقارب العائلة من ولي العهد السابق محمد بن نايف، الذي نحّاه محمد بن سلمان في عام 2017 وريثًا للعرش.
وقالت كريستين ديوان من معهد دول الخليج العربية في واشنطن لوكالة فرانس برس ان “عائلات القطاع الخاص الكبرى لم تسر على ما يرام حيث استولت الدولة على أصول ودفعت تحول الاقتصاد السعودي”.
وأضاف “تم استهداف عائلة بن لادن لقربهم من منافسين آخرين في الأسرة الحاكمة”.