شدوى الصلاح
قال المعارض المصري البارز والمرشح الرئاسي الأسبق الدكتور أيمن نور، إن اصطحاب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، رئيس الانقلاب المصري عبدالفتاح السيسي، في جولة بحي الطريف التاريخي في مدينة الدرعية، استخفاف بالزائر والزيارة.
وأوضح في حديثه مع الرأي الآخر، أن حي الطريف هو الحي الذي تحصن به جد ولي العهد، عبد الله بن سعود الذي يعد آخر حاكم اتخذ من الدرعية عاصمة لملكه، حيث حاصره الجيش المصري قبل أن يقتحمه ويعتقل بن سعود ويرسله مكبلا إلى القاهرة، وتم إعدامه لاحقا.
ولفت نور، إلى عدم توافر معلومات كافية عن الزيارة غير المجدولة التي قام بها السيسي إلى السعودية أمس الثلاثاء 8 مارس/آذار 2022، مؤكدا أن الهدف منها هو طلب الدعم المالي للحالة الاقتصادية المتأزمة في مصر.
وأشار إلى معاناة الاقتصاد المصري إثر الوضع الاقتصادي العالمي وارتفاع أسعار البترول في أعقاب الحرب الروسية على أوكرانيا، موضحا أن كل دولار يرتفع في برميل البترول يكلف مصر حوالي 120 مليون دولار، مما سيؤدي إلى اختلال الموازنة المصرية بسبب اختلاف التقديرات التي بنيت عليها الموازنة العامة للدولة بشأن سعر البترول المستورد.
وتوقع نور، أن يأخذ التحالف بين الأنظمة الاستبدادية في هذه الأيام منحى جديد، مشيرا إلى أن موقف السيسي المرتبك من الحرب وغيرها من الأمور مرشحة أن تكون على جدول اللقاء.
بالعودة إلى التاريخ، فإن ثامن سلاطين الدولة العثمانية السلطان محمود خان الثاني، أرسل واليه في مصر محمد علي باشا للقضاء على الدولة السعودية الأولى في سبتمبر/أيلول 1818، فأرسل محمد علي ابنه إبراهيم باشا للقضاء على الدولة الدرعية -عاصمة الدولة السعودية الأولى-.
وحاصر إبراهيم باشا الدرعية ولم تتمكن قوات الدرعية من صد الهجوم فاضطرت للتراجع ومع استمرار الضغط على المدينة انتقل الإمام عبد الله بن سعود الكبير من باب سمحان إلى حي الطريف -الذي اصطحب بن سلمان السيسي إليه- وتحصن فيه بعد أن استولت قوات إبراهيم باشا على جنوب المدينة.
واستمر القتال إلى أن أعلن بن سعود استسلامه وطلب الصلح والأمان للدرعية وأهلها مقابل تسليم نفسه، وقبض عليه مع حاشيته وحراسه وثروته ورُحل سجينا إلى القاهرة، وأرسل فيما بعد إلى الأستانة عاصمة الدولة العثمانية حيث تم إعدامه نهاية 1818، وعادت قوات إبراهيم باشا للقاهرة بعد قضائها على قوة الدرعية، معلنة نهاية الحملة العثمانية في شبه الجزيرة العربية.
جدير بالذكر أن وكالة الأنباء السعودية أشارت في خبرها بشأن اصطحاب بن سلمان للسيسي في جولة بحي الطريف، إلى أن الحي نواة تأسيس المملكة، وأن ولي العهد أطلع السيسي على معالمه التاريخية وتراثه العمراني الذي يستعرض نشأة الدولة السعودية الأولى وعاصمتها.