قال مسؤولون سعوديون إن علاقة المملكة بالولايات المتحدة تدهورت في ظل إدارة الرئيس جو بايدن، في وقت تطلب الرياض من واشنطن التدخل في عديد الملفات لصالحها.
وأوضح مسؤولون سعوديون لصحيفة “وول ستريت جورنال” أن الرياض تطالب الولايات المتحدة بالمزيد من الدعم في حرب اليمن، والمساعدة في برنامجهم النووي المدني مع تقدم برنامج إيران.
وكشف المسؤولون أن السعودية ترغب في إعطاء ولي العهد محمد بن سلمان حصانة قانونية في الولايات المتحدة.
ويواجه ولي العهد عدة دعاوى قضائية في الولايات المتحدة، بما في ذلك قضية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في عام 2018.
وقال مسؤولون إن الإماراتيين يشاركون السعودية مخاوفها بشأن الرد الأمريكي المقيد على الضربات الصاروخية الأخيرة التي شنها مقاتلو الحوثي المدعومون من إيران في اليمن ضد الإمارات والسعودية.
وتشعر الحكومتان بالقلق أيضًا بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني، الذي لا يعالج المخاوف الأمنية الأخرى الخاصة بهما وقد دخل المراحل النهائية من المفاوضات في الأسابيع الأخيرة.
وعمل البيت الأبيض على إصلاح العلاقات مع السعودية والإمارات بعد أن ارتفعت أسعار النفط إلى أكثر من 130 دولارًا للبرميل للمرة الأولى منذ 14 عامًا تقريبًا.
والسعودية والإمارات هما المنتجان الرئيسيان الوحيدان للنفط اللذان يمكنهما ضخ ملايين البراميل الإضافية من النفط، وهي قدرة إذا تم استخدامها يمكن أن تساعد في تهدئة سوق النفط الخام في وقت تكون فيه أسعار البنزين الأمريكية عند مستويات عالية.
وسافر بريت ماكغورك منسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط، ومبعوث وزارة الخارجية لشؤون الطاقة عاموس هوشستين، إلى الرياض أواخر الشهر الماضي في محاولة لإصلاح العلاقات مع المسؤولين السعوديين.
كما التقى ماكغورك بمحمد بن زايد بأبو ظبي في محاولة لمعالجة الإحباط الإماراتي بشأن رد الولايات المتحدة على هجمات الحوثيين.
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إن إدارة بايدن عملت بجد لتعزيز الدفاعات الصاروخية السعودية والإماراتية، وإن أمريكا ستبذل المزيد في الأشهر المقبلة لمساعدة الدولتين الخليجيتين على حماية أنفسهما.
وأضاف المسؤول “قد لا يكون كل ما تريده الدولتان، لكن الولايات المتحدة تحاول معالجة مخاوفهما الأمنية”.
لكن السعوديين والإماراتيين امتنعوا عن ضخ المزيد من النفط قائلين إنهم ملتزمون بخطة إنتاج تمت الموافقة عليها بين مجموعتهم ومنظمة البلدان المصدرة للبترول ومجموعة منتجين آخرين بقيادة روسيا.
وعزز تحالف الطاقة مع روسيا، أحد أكبر منتجي النفط في العالم، قوة أوبك مع تقريب السعوديين والإماراتيين من موسكو.
وتلقى محمد بن سلمان ومحمد بن زايد مكالمات هاتفية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي في وقت سابق من هذا الأسبوع إنه لا توجد خطط للتحدث مع الأمير محمد في أي وقت قريب بشأن النفط، وأنه لا توجد خطط لبايدن للسفر إلى السعودية.
ويعود الخلاف بين بايدن وولي العهد السعودي إلى الانتخابات الرئاسية لعام 2020، عندما تعهد المرشح الديمقراطي بمعاملة المملكة كدولة “منبوذة” بعد أن قتل فريق سعودي قتل خاشقجي في عام 2018 في اسطنبول.
وبعد توليه منصبه، أصدر بايدن قرارًا بنشر تقرير استخباراتي أمريكي خلص إلى أن الأمير محمد وافق على خطة القبض على خاشقجي أو قتله.
كما انتقد بايدن علنًا السعودية بسبب حربها المطولة في اليمن وقطع تدفق بعض الأسلحة التي يمكن أن تستخدمها الرياض لاستهداف الحوثيين.
وتراجع الرئيس عن تحرك سلفه بشأن وضع الحوثيين على القائمة الأمريكية الرسمية للجماعات الإرهابية العالمية، وهي خطوة قال القادة السعوديون إنها شجعت الجماعة وأحبطت جهود الوساطة لوقف إطلاق النار.
وقالت بساكي إن الرئيس متمسك برأيه القائل إنه يجب معاملة السعودية كدولة “منبوذة” وأن القيادة ليس لها قيمة اجتماعية تذكر.
إلى جانب السعودية، حثت الإمارات الولايات المتحدة على وضع الحوثيين على قائمة الجماعات الإرهابية وإرسال المزيد من المساعدات العسكرية للمساعدة في الدفاع عن البلاد من المزيد من الهجمات.
لكن وفقًا لمسؤولين خليجيين، لم تتحرك الولايات المتحدة لمعالجة تلك المخاوف الإماراتية.
وفي الأسبوع الماضي، قال يوسف العتيبة، سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة، إن العلاقات بين البلدين متوترة.