بدأت بعض الدول والمجتمعات الإسلامية خلال السنوات الأخيرة في التشكيك بصحة رؤية المملكة العربية السعودية هلال شهر رمضان المبارك.
وبينما تعتمد البلدان المسلمة، مثل مصر وإيران وليبيا والمغرب وعمان وتركيا وتونس، على رؤيتها لهلال الشهر، ينتظر العديد من المسلمين في جميع أنحاء العالم السعودية، موطن أقدس المواقع الإسلامية، لبدء الشهر.
وتعتمد المملكة على تقويم أم القرى، وهو تقويم قمري مختلط، حيث يتم تحديد ثمانية أشهر مسبقًا، ولا تستند إلى رؤية القمر، في حين أن الأشهر المقدسة الأربعة المتبقية تعتمد على رؤية القمر.
وأصدرت المحكمة العليا في السعودية، الخميس، بيانا حثت فيه الجمهور على الإبلاغ عن أي مشاهدة للقمر يوم الإثنين الثاني عشر من الشهر الجاري بسبب “تناقضات في تقويم أم القرى” لشهر شعبان الإسلامي”.
وتظهر مخططات رؤية القمر التي أصدرتها Crescent Moon Watch في بريطانيا أيضًا أن القمر لن يكون مرئيًا في الخليج أو المملكة المتحدة حتى يوم الثلاثاء.
ويقول العالم الإسلامي سليمان جاني من جنوب غرب لندن إن تقويم أم القرى يعني أن الرياض ترى القمر “قبل يوم واحد من الوقت الذي يمكن فيه فعليًا رؤية الهلال الجديد”.
ويضيف “لدينا مخططات رؤية القمر وعلماء الفلك يخبروننا أن السعودية تخطئ، خلال بعض السنوات لم يكن القمر في الأفق بالنسبة للمملكة، وأُعلن عن رؤيته؛ فكيف يمكننا الاستمرار في متابعتها؟”.
ووضع اتّباع بعض المسلمين السعودية، وآخرين المغرب- البلد الأقرب إليهم- العائلات في وضع حرج لبدء رمضان وإنهائه بسبب اختلاف الأيام.
وقال عماد أحمد، الأكاديمي والباحث المقيم في لندن، إن الارتباك دفعه إلى تولي زمام الأمور.
وأراد أحمد الذي تسلّح بخرائط رؤية القمر ونقطة مشاهدة عالية، إثبات أمر واحد: “هل يمكننا رؤية القمر في المملكة المتحدة؟”.
وأسس أحمد جمعية الهلال الجديد لإحياء التقاليد الإسلامية لرؤية القمر في المملكة المتحدة.
وأضف “يمكن أن يكون الجو غائمًا في لندن، لكن هذا لا يعني أنه غائم في برمنغهام أو اسكتلندا في نفس اليوم. إذا كان لديك مشاهدون في جميع أنحاء البلاد، فستكون لديك فرصة أفضل لرؤية القمر إذا كان في الأفق”.
وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، كانت جمعية الهلال الجديد تجمع بيانات رؤية القمر من جميع أنحاء المملكة المتحدة من خلال تشجيع المسلمين المحليين على الخروج والبحث عن القمر.
ويأمل أحمد أن يساعد جمع بيانات في إنشاء تقويم قمري للمسلمين في بريطانيا ليتبعوه.
وأضاف “نأمل من خلال إنشاء تقويم قمري في بريطانيا، أن نتمكن من تحقيق ما حاول الكثيرون من قبل فعله، وهو الاحتفال بالعيد في نفس اليوم”.
وتابع “وهذا جزء من قصة بناء المؤسسات الإسلامية في المملكة المتحدة. ذات مرة، لم يكن هناك مساجد أو طعام حلال. يمكن أن يكون إنشاء تقويم قمري هو الجزء التالي من قصة المسلمين في بريطانيا”.
ومنذ تأسيس جمعية الهلال الجديد، سافر أحمد عبر المملكة المتحدة، وقدم عروضاً للمسلمين وكبار المساجد حول إمكانية إنشاء تقويم قمري.
ويعتقد أن إنشاء مثل هذا التقويم لبريطانيا يمكن أن يكون ممكنًا مع تأييد عدد متزايد من رجال الدين ولجان المساجد الفكرة.
وقال: “لا يمكن إنشاء تقويم قمري إسلامي بدون المجتمع. إذا رأى المجتمع القمر، فعليك أن تبدأ، وإذا لم تفعل، فلن تتمكن من البدء”.
وأضاف “لا يمكن أن تتم هذه العملية بدون المجتمع لأنك بحاجة إلى مشاهدي القمر في أجزاء مختلفة من البلاد. ولا يمكن لأي شخص القيام بذلك بمفرده”.