جمدت تركيا صفقة لشراء طائرات هليكوبتر بقيمة 70 مليون يورو (83 مليون دولار) من إيطاليا بعد أن وصف رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الخميس الماضي بأنه “ديكتاتور”.
وخلال زيارة قام بها كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي إلى العاصمة التركية أنقرة الأسبوع الماضي، جلس رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل وأردوغان على كرسيين مذهَّبين بينما تُرِكَت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين مع عدم وجود كرسي متاح لها، فجلست على أريكة بجانبهم، مقابل وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو.
وتعرض ترتيب المقاعد لانتقادات باعتباره عملًا موجّهًا ضد النساء، مع تحميل تركيا المسؤولية بصفتها الدولة المضيفة.
وعلى الرغم من أن تركيا أوضحت بعد ذلك أن رئيس المجلس الأوروبي ميشال وفريق الاتحاد الأوروبي هم الذين أبلغوا بترتيبات الجلوس إلى السلطات التركية قبل الزيارة – والتي يفسرها البعض على أنها لعبة قوة بين القادة الأوروبيين- قال رئيس الوزراء الإيطالي دراجي في مؤتمر صحفي لقد “شعر بالأسف لإذلال” فون دير لاين، واتهم أردوغان بأنه “ديكتاتور” متورط في “سلوك غير لائق”.
وعقب تلك الاتهامات، أدان جاويش أوغلو “الخطاب الشعبوي غير المقبول لرئيس الوزراء الإيطالي المعين دراجي وتصريحاته القبيحة في حق رئيسنا المنتخب”، حيث استدعت الحكومة التركية السفير الإيطالي للاحتجاج وطالبت روما بالاعتذار.
ومع ذلك، لم يكن هناك أي رد من الحكومة الإيطالية، مما دفع تركيا إلى تجميد الصفقة المهمة لشراء طائرات هليكوبتر للتدريب من إيطاليا، والتي كان من المقرر توقيعها هذا الأسبوع، وفقًا لصحيفتي La Repubblica و Il Fatto Quotidiano .
وعلاوة على ذلك، ورد أن الحكومة التركية أصدرت إخطارات تحذيرية لعدد من الشركات الإيطالية العاملة داخل تركيا، مثل شركة الطاقة Ansaldo Energia التي تبني محطات توليد الكهرباء في البلاد.
ويأتي هذا الخلاف الأخير بين أنقرة وروما في وقت زاد فيهما التعاون السياسي والاقتصادي في المنطقة على مدى السنوات القليلة الماضية، كما يتضح من الإعلان في فبراير عن وصول ما يقرب من مليار دولار من الاستثمارات المباشرة إلى تركيا من إيطاليا العام الماضي.