حذرت بريطانيا وألمانيا وفرنسا، اليوم السبت، من انهيار الاتفاق النووي مع إيران، بعد أن طلبت موسكو من واشنطن تقديم ضمانات بأن العقوبات التي فُرضت عليها بسبب غزوها لأوكرانيا لن تضر بتجارتها مع طهران.
وحثت الدول الثلاث، المشتركة في مباحثات الاتفاق النووي الإيراني، على “عدم استغلال المحادثات الهادفة لإحيائه”، قائلة إن “مطالب روسيا تهدد بانهيار اتفاق نووي شبه مكتمل”.
وشددت في بيان مشترك، على ضرورة “إبرام الاتفاق المطروح على الطاولة على وجه السرعة”، بعدما أكد أطراف المحادثات على الاقتراب من تفاهم يعيد إحياء الاتفاق.
وفي مطلع الأسبوع الماضي، دخلت المباحثات بين طهران والقوى العالمية في حالة التوتر، بعد أن وضعت موسكو العراقيل بشأن العقوبات التي فُرضت عليها بسبب غزوها لأوكرانيا.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن “العقوبات الغربية على بلاده أصبحت حجر عثرة أمام إحياء الاتفاق النووي الموقع بين إيران والقوى الدولية عام 2015”.
فيما أكد نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، أن العقوبات المفروضة على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا ليس لها علاقة باتفاق نووي وشيك مع إيران.
وأوضح أن الاتفاق مع طهران أصبح قريبا، معتبرا أن مطالب روسيا خارج سياق القضية لعدم وجود رابط بين العقوبات والتعاون بين موسكو وطهران في إطار الاتفاق النووي.
وأمس الجمعة، طالبت واشنطن، إيران وروسيا باتخاذ قرارات سريعة بشأن الاتفاق، مؤكدة أن “الكرة باتت في ملعبهما لتجاوز المأزق”.
ويربط بين روسيا وإيران علاقات وطيدة على عدة أصعدة سياسية وعسكرية واقتصادية، وكان لموسكو دور رئيسي في الاتفاق النووي وخطواته بين طهران والقوى الدولية.
وفي مايو/أيار 2018، انسحبت الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، من الاتفاق النووي الإيراني، معلنة فرض العقوبات المتعلّقة بالنشاط النووي على طهران خلال الأشهر المقبلة.
وكانت القوى الدولية توصلت مع إيران، في يوليو/تموز 2015، إلى اتفاق على إجراء محادثات في فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني، يتضمن تقليص النشاطات النووية لطهران مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة عليها.
وذلك بعد مفاوضات وصفت بـ”الماراثونية” منذ عام 2006، بين القوى الدولية ممثلة في مجموعة 5 + 1 مع إيران، وتضم مجموعة الدول الست، دائمة العضوية في مجلس الأمن، وهي الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا والصين، إلى جانب ألمانيا.