أرسل نجل أكاديمي سعودي مسجون رسالة إلى رئيس جامعة جورجتاون جون جاي ديجيويا يطلب فيها من الجامعة المطالبة بالإفراج عن والده، ضمن حملة دولية للضغط على السلطات السعودية في هذا الشأن.
واختفى عبد العزيز الدخيل على يد قوات الأمن السعودية الربيع الماضي خلال شهر رمضان لتكريمه ناشطًا حقوقيًا سعوديًا متوفى.
ودرّس الدخيل الاقتصاد السياسي لمنطقة الخليج في جامعة جورجتاون عام 1992، وفقًا لمسؤولين من كلية الخدمة الخارجية.
وكتب عبد الحكيم الدخيل، ابن الدخيل، في الرسالة: “أطلب مساعدتك كرئيس لجامعة جورج تاون. قد يساعد تدخلك في هذه الحالة الإنسانية والدي في العودة إلى المنزل لأسرته”.
وفي وقت لاحق من حياته المهنية، بدأ عبد العزيز الدخيل في انتقاد الفساد وسوء تصرف الحكومة السعودية.
وكان الدخيل أشاد بالراحل عبد الله الحامد، المعارض السعودي البارز والمدافع عن حقوق الإنسان الذي دعا إلى الإصلاح في المملكة لعقود.
وكان الدخيل واحدًا من العديد من الكتاب والأكاديميين السعوديين الذين اعتقلتهم قوات أمن الدولة بتهمة تأبين الناشط الراحل.
وحتى هذا الوقت، أصبحت مثل هذه الاعتقالات شائعة في المملكة، إذ أطلق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان – الذي وصفه نجل الدخيل بأنه “طفل”- حملة دموية لسحق المعارضة في مملكته في عام 2016.
وأدت مطالب الحامد للتغيير إلى سجنه عدة مرات على مدار حياته، وتوفي في سجن سعودي في أبريل الماضي بعد أن كان يقبع في زنزانة لأسابيع بعد إصابته بجلطة دماغية وتلقيه رعاية طبية غير كافية، وفقًا لتقارير إخبارية.
وكتب الدخيل في تغريدة يُعتقد أنها أدت إلى اعتقاله، “د. عبدالله الحامد الرجل الذي أخلص لوطنه وللقيم والأخلاق العالية والمواطنة الصادقة رحل إلى ربه لكنه لم يرحل من قلوب المخلصين للوطن المؤمنين بتقديم النصح والمشورة دون خوف أو وجل ودون مصلحة خاصة. رحمك الله أبا بلال وأسكنك فسيح جناته”.
وكرس الدخيل معظم حياته المهنية التي استمرت 45 عامًا لإثراء النظام السعودي، وشغل منصب نائب وزير المالية في المملكة في 1970، وترأس لاحقًا البنك السعودي للاستثمار في عام 1982، وتكفل بالمصالح الاقتصادية للبلاد في عدد من القمم الاقتصادية الدولية.
وفي عام 1979، أسس الدخيل مجموعة الدخيل المالية، وهي شركة استشارات مالية استمرت في تقديم المشورة لبعض أكبر الشركات في المملكة، مثل عملاق البتروكيماويات أرامكو.
وكرّس الدخيل نفسه لاحقًا للأوساط الأكاديمية، وواصل التدريس في العديد من الجامعات البارزة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك جامعة أكسفورد والجامعة الأمريكية في بيروت وجورج تاون، وفقًا لسيرة الدخيل على موقع شركته.
كما قام بتأليف عدد من الكتب عن الاقتصاد السعودي، من بينها كتاب بعنوان “إيرادات الحكومة السعودية ونفقاتها: أزمة مالية في طور التكوين”.
وقال نجله: “أصبح الدخيل منتقدًا صريحًا إلى حد ما للحكومة التي خدمها ذات مرة، إذ انتقد صراحة الفساد الحكومي في كتبه ومحاضراته، محذرا من مخاطر عدم المساواة الاقتصادية في المملكة وحث الحكومة على التخلص من النفط”.
انتقادات الدخيل أدت به إلى السجن مرة من قبل، وقال نجله إنه سُجن لمدة عامين في 2015 لانتقاده السياسة الاقتصادية للحكومة خلال محاضرة.
وقال نجل الدخيل إنه لم يتمكن من الاتصال بوالده منذ اعتقاله الأخير.
وأضاف “لا أعرف ماذا يفعل الآن – هل يأكل؟ هل هو مريض؟ هل هو نائم؟” هو قال… “لا يمكنني الاتصال به”.
ويقيم عبد الحكيم الدخيل حاليًا خارج السعودية بعيدًا عن الكثير من أفراد أسرته.
وأكد أنه “يخشى أن تقوم الحكومة السعودية بإيذائه هو وأفراد أسرته الآخرين بسبب دعوتهم لإطلاق سراح والده”.
وتأثرت سمعة ولي العهد كمصلح بعد القتل الشنيع للصحفي والناقد جمال خاشقجي.
وقال الدخيل عن بن سلمان: “إذا استيقظ في الصباح ولم يشرب قهوة جيدة، فسيقول: “اقتلوا هذا الرجل”.
ولكن مع اقتراب الذكرى السنوية لاعتقال والده، يواجه عبد الحكيم الدخيل مخاوف من الانتقام من والده ليقوم بحملة علنية للإفراج عنه؛ وبعد أشهر من الهدوء النسبي، أصبحت الرغبة في التحدث علنًا عن اعتقال والده طاغية.
وأضاف “والدي هو كل شيء في حياتي”.
وشارك ناشطون على موقع “تويتر” مقاطع فيديو للدعوة لإطلاق سراح والده وانتقاد قسوة النظام.
كما نُشرت مقالات من خلال وسائل الإعلام الكبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية في محاولة لحشد تعاطف الرأي العام الأميركي.