شدوى الصلاح
قال المعارض السعودي ماجد الأسمري، إن كلام ولي العهد محمد بن سلمان، في مقابلته أمس الثلاثاء 27 أبريل/نيسان 2021، التي أذاعها التلفزيون الرسمي، بشأن رؤية ٢٠٣٠ ووعوده، “أقرب للفنتازيا”، ولم يكن ليتجرأ ليقولها في إعلام حر أو أمام أشخاص يفهمون في الاقتصاد.
وأشار في حديثه مع “الرأي الآخر” إلى أن المذيع عبدالله المديفر، لم يكن باستطاعته أن يسأله أسئلة تتبعية في هذا الحوار المسجل والمرتب له آنفاً، مضيفاً: “لو افترضنا أنه قال هذا الكلام أمام خبراء اقتصاد في بيئة حوار حره لجعل من نفسه أضحوكة أمام الناس”.
ولفت الأسمري إلى أن بن سلمان استخدام الأرقام الفلكية بإسفاف مما أظهره وكأنه من أساطين الاقتصاد وهو لا يرتقي لذلك أبداً، مؤكداً هذه الأرقام لا يمكن تدقيقها بسبب غياب الشفافية في المملكة واعتقال خبراء الاقتصاد المحذرين من خطورة رؤيته وآثارها على الشعب.
وأوضح أن بن سلمان يريد تمرير عدة أمور إلى الشعب هو في حاجة ماسة لتمريرها الآن بعدة وسائل أثناء حديثه، منها تصوير الرؤية على أنها ناجحة في تحقيق أهدافها والمبالغة في ذلك، متوقعاً أن يفشل في ذلك لأن ظروف الشعب القاسية تصعّب عليه المهمة.
وقالا إن تصوير بن سلمان للواقع أقرب إلى المثالية مع تجاوز للسلبيات احتقار منه لعقلية الشعب الذي تدنت لديهم جودة الحياة، مشيراً إلى أنه حاول استخدام المصطلحات الإنجليزية بكثرة ليبدو مثقف للتلاعب بعواطف الطبقة التي تفتقر للتعليم وطبقة المبتعثين في الخارج.
وأكد الأسمري أن المقابلة جاءت كرسالة يحاول من خلالها طمأنة الشعب الذي يئن من الفقر والبطالة ووقف الخدمات وفرض الضرائب وارتفاعات المضاعفة لأسعار الطاقة، ومشاكل اجتماعية وحرب في اليمن وتهديدات إقليمية من إيران.
وعلى ذكر إيران، أوضح المعارض السعودي أن تغيير نبرة بن سلمان في الحديث عن العلاقة مع إيران والحوثي هي حلقة جديدة في سلسلة استماتته لكسب رضا إيران والحوثي ليقبلوا بإيقاف الحرب العبثية التي بدأها هو في نزوة مكلفة في الأرواح والأموال من الطرفين اليمني والسعودي.
وقال إنه يهدف بهذا التصرف للخروج من هذه الحرب المدمرة لليمن والأموال والمقدرات السعودية بقليل من ماء الوجه بعد أن مرغ فيها جماعة أنصار الله “الحوثي” أنفه بالوحل خصوصاً مع الضغوط الأميركية عليه لإيقاف الحرب منذ تولي جو بايدن رئاسة أميركا.
وأكد الأسمري أن لا قيمة لقول بن سلمان إنه لن تكون هناك ضريبة على الدخل، لأنه قال سابقاً إنه لن يرفع ضريبة القيمة المضافة من 5% ووصلت الآن إلى 15%، كما تضاعفت أسعار الوقود أكثر من 4 أضعاف، وكذلك الكهرباء والسلع.
وأوضح أن بن سلمان يعلم أن الشعب يمكن امتصاص أمواله بقدر معين ولا يسعه فرض ضرائب على الدخل الآن خصوصا وأنه يعترف بلسانه كما في اللقاء أن 50% من الوظائف سيئة ولا تكفي تكاليف المعيشة وبالكاد يعتاش منها المواطنون.
وأضاف المعارض السعودي: “لا أتصور أن بن سلمان سيفرض ضرائب على الدخل وإن فعل فقد تكون نهايته بكذبة أخرى كتلك التي فعلها بادعائه عدم رفع ضريبة القيمة المضافة”.
وعن حديث بن سلمان عن التطرف والدين والوسطية، قال الأسمري، إن بن سلمان يحدد الدين والتدين والوسطية وفق أجنداته وهواه، ويستخدم التطرّف والقتل شماعة ومبرر ليفتك بكل من لا يعجبه ويجعل منهم مجرمين ويبرر اعتقالهم وتعذيبهم أو إعدامهم.
وأضاف أن بن سلمان هو من يمتلك تعريف التطرّف وينزله على من يشاء، وأما القتل فتلفيق التهم لأبرياء وانتزاع اعترافات منهم تحت التعذيب هو دين وديدن النظام السعودي خلال تاريخه الأسود قبل وبعد بن سلمان.
واعتبر قول بن سلمان أن الملك مرجع للسلطات الثلاثة، اعتراف منه بأنه لا يوجد فصل بين السلطات وإنما قرارها جميعا في يد رجل واحد قد فوض بن سلمان كما يبدو للتحكم فيها كما يشاء.
وعن قول بن سلمان “لا يجب أن أطرح عقوبة شرعية دون نص صريح واضح من القرآن والسنة”، أكد الأسمري أنه بذلك يجرّم نفسه ويثبت أن ما يفعلونه بمعتقلي الرأي وهم عشرات الآلاف من الأبرياء هو سجن بلا نص قرآني أو سني ثابت بل هو ظلم محض.
ورأى أن تغيير اتجاه الحديث عند سؤاله عن سجنه المعتقلين بالافتراض أنه لو كان أسامة بن لادن لاستهدف قبلة المسلمين، للإيهام بأن المعتقلين الذين هم أصحاب اعتدال واختصاصات شرعية ودعوية وأكاديمية من العلماء والأساتذة وكأنهم إرهابيين مجرمين.
وأكد المعارض السعودي أن المعتقلين في سجون بن سلمان لا يحصلون على أدنى مستويات العدالة أو المحاكمات الشفافة العادلة حتى بالمعايير السعودية ذاتها كما تنص أنظمتهم.