تشهد العاصمة النمساوية فيينا منذ نحو أسبوعين زخما دبلوماسيا استهدف تقريب الآراء والبحث عن مساحات للتفاهم المشترك حول الاتفاق النووي مع إيران بين أمريكا والقوى العالمية من جهة وإيران من جهة أخرى.
واختتمت الجولة الثالثة من المفاوضات يوم السبت الماضي، فيما تتواصل المشاورات الفنية بين الأطراف المعنية في فيينا، على أن تستأنف المفاوضات يوم الجمعة المقبل.
وتسعى المفاوضات إلى إحياء الاتفاق النووي بعودة الولايات المتحدة إليه مقابل عودة طهران إلى تنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق نفسه مع ضمان رفع العقوبات عنها.
المندوب الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، أكد أن المحادثات الجارية بشأن إحياء الاتفاق النووي تحقق تقدما، معربا عن استغرابه التعليقات التي تتحدث عن انهيارها.
ورأى أوليانوف في تغريدة على تويتر أن ما يتداول عن انهيار المحادثات هو مجرد “تمنيات للذين يعادون الجهود المبذولة لمنع انتشار الأسلحة النووية”.
من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، أمس الاثنين، إن المفاوضات توصلت حتى الآن إلى صياغة مسودتين، وإن الأمر في هذه المرحلة يتطلب دقة عالية، وفق تعبيره.
وأضاف زاده أنه كان بالإمكان التوصل لتفاهم قبل شهر لو كانت واشنطن جاهزة لرفع كافة العقوبات بشكل عملي، موضحا أن تفاهمات فيينا استندت إلى القبول برفع العقوبات، وأن الخلاف يتركز حاليا حول بعض الشخصيات والكيانات في قائمة العقوبات الأميركية.
وأعرب الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الأحد، عن توقعه حدوث انفراجة مهمة خلال الأسابيع المقبلة بشأن العقوبات على بلاده.
وفي الجانب الآخر، قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، يوم الأحد، إن واشنطن لم تتوصل إلى اتفاق في فيينا بعد، وإن هناك مسافة يجب قطعها لتجاوز العقبات.
وأضاف أن الدبلوماسيين سيواصلون العمل خلال الأسابيع المقبلة للعودة المتبادلة للاتفاق وإحراز تقدم.
من جهة أخرى، قالت مجلة “بوليتيكو” (Politico)، أمس الاثنين، إن سعي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإحياء الاتفاق النووي مع إيران يثير شكوكا عميقة في الكونغرس، بما في ذلك لدى بعض أعضاء الحزب الديمقراطي.
وذكرت المجلة أن الجمهوريين يناقشون استراتيجيات تصعب على بايدن العودة للاتفاق النووي، من خلال استخدام مواد تشريعية مرتبطة بالعقوبات، التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب حين انسحب من الاتفاق عام 2018.