شدوى الصلاح
أكد الباحث اللبناني محمد المصري، أن عمليات تهريب المخدرات التي تنطلق من لبنان وتصل إلى دولٍ مختلفة، وتتكشف مؤخراً واحدة تلو الأخرى، تتمّ بمعرفة حزب الله اللبناني الذي يسيطر على مرافق الدولة اللبنانية، ويتحكّم في موانئها ومطارها.
وأوضح في حديثه مع “الرأي الآخر”، أن الحزب اللبناني عمل منذ سنوات عدة على استراتيجية استهداف الدول المعادية بتجارة المخدرات، لأنه يؤمن بأن إفساد مجتمعاتها هذه الدول، هو جزء من مواجهته ومحاربته لها.
وذكر المصري بأن ذلك حصل إبان الاحتلال الإسرائيلي للبنان، وحتى بعد الانسحاب عام 2000، وأظهرت تقارير استقصائية إغراق حزب الله لمجتمع العدو الإسرائيلي بهذه المواد كنوع من الحرب عليه، وأثبتت أنه يدير هذه العمليات بتنظيم عالٍ ويضخ كميات كبيرة.
وقال إن هذا يفسر السبب في أن أغلب المخدرات المصدّرة من لبنان تستهدف المملكة السعودية، قائلاً إن الحزب (ومن وراءه إيران) يعتبر المملكة أبرز عدو له ولمشروعه في المنطقة، ولذلك تم استهداف هذا المجتمع بأغلب الشحنات المخدرة.
وأضاف الباحث اللبناني أن الحزب يركز أيضا على العامل الاقتصادي في هذه المجتمعات التي يستهدفها، لإنها مجتمعات غنية نسبياً بالنسبة إلى غيرها، وعملية تسويق المخدرات والمواد الممنوعة فيها تكون أسهل من غيرها.
وأشار إلى أن عمليات تصنيع المخدرات تتمّ في مناطق نفوذ الحزب (مناطق ذات أغلبية شيعية ساحقة)، ويركز على ترويجها في دول بعينها معادية له كنوع من تطبيق لاستراتيجيته في استهداف أعداءه.
وأضاف المصري أن رقعة المناطق المتورطة بالعمليات زادت بعد مشاركة حزب الله في القتال مع النظام السوري، واحتلاله مناطق سورية على حدود لبنان، وأصبحت هذه المناطق مأوى لكلّ الهاربين من وجه العدالة من تجار المخدرات والمجرمين المقربين من الحزب.
ولفت إلى أن هذه المناطق أصبحت تضم أهم المصانع المخصصة لإنتاج حبوب “الكبتاغون” المخدرة، في استغلال لبعدها عن أيدي الأجهزة الأمنية اللبنانية، لأنها أراضي سورية تفتقر أيضا لنفوذ الأجهزة الأمنية السورية، وتعد مناطق نفوذ خالصة للحزب.
وأضاف الباحث اللبناني أن بعد تصنيع هذه الحبوب المخدرة تنقل عبر المرافق الرسمية اللبنانية تحت حماية حزب الله بهدف تهريبها للخارج، لافتاً إلى أن الحزب ليس المسيطر الوحيد على صناعة المخدرات وتهريبها.
وبين أن الحزب يدير قسما خاصا به، ويستفيد منه في تمويله، ويسهل تهريب القسم الآخر الذي يعود لتجار مقربين منه، لما يملكه من غطاء رسمي وسيطرة على الأجهزة الأمنية في لبنان، مقابل عمولة مادية وضمان مناصرة هؤلاء التجار للحزب.
يشار إلى أن السعودية حظرت منذ 25 أبريل/نيسان الماضي، دخول الفواكه والخضر من لبنان أو نقلها عبر أراضيها بعدما أحبطت محاولة تهريب 2.4 مليون حبة مخدرات من لبنان كان يحاول مهربوها إيصالها إلى المملكة داخل شحنة رُمان.
وسبق أن ضبت السلطات السعودية في 16 أبريل/نيسان 2021، 5.3 مليون حبة من مخدر الأمفيتامين آتية من لبنان ومخبأة داخل شحنة من البرتقال.
وطالبت السعودية السلطات اللبنانية المعنية بتقديم ضمانات كافية وموثوقة لاتخاذهم الإجراءات اللازمة لإيقاف عمليات التهريب الممنهجة ضد المملكة.
ويهيمن حزب الله المدعوم من إيران، على المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا، ويتنقل مسلحوه عبرها بحرية للقتال إلى جانب قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد.