شدوى الصلاح
قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني إبراهيم المدهون مدير مؤسسة فيميد للإعلام، إن موقف الأنظمة العربية من الأحداث الجارية في فلسطين ليس على المستوى المطلوب، مثنياً على موقف الشعوب والتفافهم الكبير مع الشعب الفلسطيني.
وحث في حديثه مع “الرأي الآخر” الجميع على مساعدة المقاومة الفلسطينية لتحقيق أهدافها وفتح الحدود لدعم الشعب الفلسطيني بالمال والسلاح لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف المدهون: “يجب على الدول العربية أن تحول وتطور دعمها، من دعم شعبي ومساندة إلى دعم مادي ومساندة سياسية، ولهذا مطلوب الآن حراك أكبر من أجل لجم العدوان ومن أجل فتح باب الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني”.
وأوضح أن تحركات المقاومة الفلسطينية جاءت للدفاع عن المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، خاصة بعد ما تم مداهمة الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى بمنتهى الوحشية على مرأى ومسمع من العالم كله.
وأشار المدهون إلى أن كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية، استجابت لنداء المرابطين في الأقصى وحي الشيخ جراح، وتدخلت لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتمكنت من وقف الهجوم على المسجد الأقصى وأوقفت مداهمته والعدوان عليه.
ولفت الكاتب الفلسطيني إلى أن هذه المواجهة الآن تحولت إلى مواجهة مكشوفة ومفتوحة، استخدم فيها الاحتلال طائرات f 35 لقصف أهداف مدنية وارتكاب مجازر كبيرة وقاسية ضد المدنيين بالقطاع.
وأكد أن المقاومة الفلسطينية اليوم قادرة على الصبر والصمود والاستمرار في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، موضحاً أنها طورت كثيراً من وسائلها واستطاعت قصف مدن ومراكز صهيونية وأمطرت عاصمة الاحتلال بآلاف الصواريخ.
ورأى المدهون أن ذلك أربك حسابات الاحتلال، وشكل ضغطاً هائلا عليه وبات يرى في قطاع غزة خطراً استراتيجياً وتهديداً عليه، ولذلك حشد قواته واستعان بالولايات المتحدة الأميركية للضغط على الأنظمة العربية والسلطة الفلسطينية لتحيد المقاومة وأبعدها عن المواجهة.
وتابع: “لهذا هناك حالة بطش صهيوني شديد ضد قطاع غزة أمام العالم أجمع”، مؤكداً أن المقاومة الفلسطينية تحاول دائما فرض معادلات جديدة، واستطاعت في المعارك الماضية فرض معادلة اشتباك من خلالها توقف العدوان على قطاع غزة والقدس والضفة الغربية.
وأضاف المحلل السياسي الفلسطيني، أن المعركة صعبة لأن الاحتلال لا يمكنه التنازل عن القدس، لكن المقاومة تريد كف يده عن الأقصى الشريف وحي الشيخ جراح ومدينة القدس، مؤكداً أنها فعلت كل ما عليها، وحشدت كل ما تستطيع ضد الاحتلال.
وتابع: “لو تلقت المقاومة الفلسطينية دعما ولو بسيطا في هذه المعركة من المنطقة والدول العربية ستستطيع أن تجبر الاحتلال الإسرائيلي على وقف عدوانه على القدس والمسجد الأقصى، وتفرض معادلة جديدة أكثر مما يتصور البعض”.
وأعرب المدهون عن أسفه على خذلان المقاومة وعدم دعمها بالسلاح، في مقابل تلقي الاحتلال دعماً عسكرياً بمليارات الدولارات من الولايات المتحدة، فضلاً عن دعمه بأهم الأسلحة وأحدثها وأكثرها تطوراً خصوصاً سلاح الطيران لحسم التفوق لصالح الاحتلال.