وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إلى الكيان الإسرائيلي في بداية جولة في الشرق الأوسط تهدف إلى تعزيز وقف إطلاق النار في غزة.
واستشهد خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، والذي استمر 11 يومًا، أكثر من 250 فلسطينيًا، معظمهم من الأطفال والنساء، وتسببت في دمار واسع النطاق في القطاع الساحلي، فيما قُتل 13 إسرائيليًا جراء صواريخ المقاومة.
ومن المتوقع أن يركز بلينكين على تنسيق جهود إعادة إعمار غزة، بعد الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ يوم الجمعة.
وبلينكين الذي هبط في مطار بن غوريون الدولي في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، هو أعلى مسؤول أمريكي يزور المنطقة منذ تولى الرئيس جو بايدن منصبه، وكان في استقباله على مدرج المطار وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي ومسؤولون آخرون.
وكانت إدارة بايدن تأمل في إخراج الولايات المتحدة من صراعات المنطقة المستعصية والتركيز على المنافسة مع الصين وتغير المناخ، لكن مثل العديد من سابقاتها، عادت مرة أخرى إلى الشرق الأوسط بسبب تفجّر الأوضاع في المنطقة.
وسيبدأ بلينكين زيارته إلى الاحتلال، في وقت يقاتل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أجل حياته السياسية بعد انتخابات رابعة غير حاسمة في غضون عامين.
ويواجه نتنياهو انتقادات متزايدة من الإسرائيليين الذين يقولون إنه أنهى الهجوم قبل الأوان دون أن يوقف الهجمات الصاروخية الفلسطينية أو يوجه ضربة أقوى لحركة حماس التي تحكم غزة.
واندلعت الحرب بعد أسابيع من الاشتباكات في القدس بين الشرطة الإسرائيلية والمتظاهرين الفلسطينيين داخل وحول المسجد الأقصى.
وكانت الاحتجاجات في المنطقة اندلعت خلال شهر رمضان المبارك بسبب مساعٍ إسرائيلية لطرد عشرات العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جراح، لصالح المستوطنين.
وتم تعليق عمليات الإخلاء مع اندلاع القتال في غزة، لكن من المقرر استئناف الإجراءات في محاكم الاحتلال، التي تدعم السلطات، في الأسابيع المقبلة.
ولن يلتقي بلينكين بالطرف الآخر في الحرب، حركة حماس، لكنه سيتوجه بدلًا من ذلك إلى الضفة الغربية المحتلة للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي لا يملك أي سلطة في غزة.
وينظر كثير من الفلسطينيين إلى عباس، الذي ألغى أول انتخابات فلسطينية منذ 15 عاما الشهر الماضي عندما بدا أن حركة فتح المنقسمة ستعاني من هزيمة محرجة، على أنه فقد كل شرعيته.
وهتف حشد من المصلين في الأقصى يوم الجمعة ضد السلطة الفلسطينية وتأييدًا لحماس.
لكن لا يزال يُنظر إلى عباس دوليًا على أنه ممثل الشعب الفلسطيني وشريك رئيسي في عملية السلام المتوقفة منذ فترة طويلة.
كما سيزور بلينكن الجارتين مصر والأردن، اللتين عملتا كوسطاء في الصراع.
وأعلن بايدن عن الزيارة، قائلاً إن بلينكين سيعمل مع الشركاء الإقليميين في “جهد دولي منسق لضمان وصول المساعدة الفورية إلى غزة”.