قال مسؤول عسكري كبير إن السودان تراجع اتفاقا تفاوض عليه الرئيس السابق عمر البشير مع روسيا يسمح ببناء قاعدة بحرية بعد أن تبين أن بعض البنود “ضارة إلى حد ما”.
ولعقود من الزمان، كان السودان يعتمد عسكريًا على روسيا بسبب العقوبات المعوقة التي فرضتها واشنطن على حكومة البشير.
لكن منذ سقوط البشير في 2019، اقترب السودان من الولايات المتحدة التي أزالت الخرطوم من قائمتها السوداء للإرهاب العام الماضي.
وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات مع البشير في عام 2017 بشأن إنشاء قاعدة بحرية في بورتسودان على ساحل البحر الأحمر بالسودان.
ولم يصدر الجانب السوداني أي إعلان على الإطلاق لكن روسيا قالت إنها وقعت اتفاقا مدته 25 عاما مع السودان في ديسمبر كانون الأول من العام الماضي لبناء القاعدة وتشغيلها.
وقال رئيس أركان القوات المسلحة الفريق الركن محمد عثمان الحسين في لقاء صحافي إن “هذه الصفقة أبرمت في عهد حكومة الإنقاذ الوطني السابقة”.
وأضاف أن “محادثات لمراجعة الاتفاق بما يخدم مصالح السودان” جرت مع وفد روسي زائر الأسبوع الماضي.
وبموجب الاتفاق، كان من المقرر أن يُسمح للبحرية الروسية بالاحتفاظ بما يصل إلى أربع سفن في نفس الوقت في القاعدة، بما في ذلك السفن التي تعمل بالطاقة النووية.
وكان من المقرر أن يعمل في القاعدة ما يصل إلى 300 فرد عسكري ومدني.
وقالت روسيا إن من حقها نقل الأسلحة والذخيرة والمعدات اللازمة للقاعدة البحرية عبر موانئ ومطارات السودان.
وفي الأشهر الأخيرة، ذكرت وسائل إعلام سودانية أن الخرطوم علقت الاتفاق وطالبت موسكو بإزالة المعدات التي تم تركيبها بالفعل في بورتسودان.
وفي أبريل/ نيسان، نفت السفارة الروسية التقارير قائلة إنها “لا تتوافق مع الواقع” وأن موسكو لم تتلق “أي إخطار” من الخرطوم بهذا المعنى.
وقال قائد القوات المسلحة السودانية إن الصفقة “تضمنت بنودا تضر إلى حد ما بالبلاد، ولهذا السبب تتم مراجعتها.
وأضاف “طالما لم يتم التصديق على هذه الصفقة.. فلدينا بعض الحرية في مناقشتها”.
وبموجب الدستور الانتقالي للسودان، عادة ما يتم التصديق على الاتفاقيات الدولية من المجلس التشريعي، الذي لم يتم إنشاؤه بعد.
ومنذ آب / أغسطس 2019، تقود السودان إدارة انتقالية سعت إلى إنهاء العزلة الدولية للبلاد.
وأقامت الحكومة علاقات أوثق مع الولايات المتحدة، وفي ديسمبر من العام الماضي، رفعت واشنطن اسم الخرطوم من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وقالت السفارة الأمريكية في الخرطوم في ذلك الوقت إن سفينة حربية أمريكية زارت بورتسودان في خطوة “تسلط الضوء على رغبة” الجيش الأمريكي في “تعزيز شراكته المتجددة” مع القوات المسلحة السودانية.
ورست المدمرة ذات الصواريخ الموجهة يو إس إس ونستون إس تشرشل بعد وقت قصير من وصول الفرقاطة الروسية الأدميرال جريجوروفيتش إلى الميناء.
وقال حسين “لقد بدأنا في استعادة علاقاتنا العسكرية مع الولايات المتحدة”.
وأضاف “الأمريكيون ما زالوا يتلمسون طريقهم بعد المقاطعة الطويلة.. لكننا منفتحون على التعاون”.