شدوى الصلاح
قال الكاتب والمحلل السياسي الخبير في الشأن الأمني الفلسطيني عبدالله العقاد، إن المطالبات الفلسطينية برحيل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أهم أسبابها أن المسار السياسي الذي اتخذه وصل منذ فترة ليست بالقصيرة إلى طريق مسدود.
وأشار في حديثه مع الرأي الآخر، إلى أن عباس اعترف بذلك قبل سنتين على منبر الأمم المتحدة حينما قال إن الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال الإسرائيلي أصبحت التزام من طرف واحد وتنصل منها الاحتلال جملة وتفصيلا.
وأضاف العقاد، أن الاحتلال القائم في الأراضي الفلسطينية أصبح بلا كلفة بفعل التنسيق الأمني الذي تمارسه السلطة الفلسطينية، مشيراً إلى أنه عمل أمني كان مفترض أن يقوم به الاحتلال لكن سلطة عباس تقوم به نيابة عن الاحتلال وتتعقب المقاومين الفلسطينيين.
وأكد أن هذه الصورة يفسرها الشعب الفلسطيني على أنها “خيانة”، لاسيما وأن التنسيق الأمني مدان وطنياً وطالبت منظمات مؤسسة التحرير وعلى رأسها المجلس المركزي بمنع ممارسة هذا السلوك، لكن محمود عباس يصر على المضي قدماً في هذا الطريق.
وأشار العقاد إلى أن التنسيق الأمني لا نتائج له غير أن الاحتلال هو المستفيد من هذا الواقع الذي أفرزته قناعة عباس في هذا المشروع، حيث تضاعف عدد المستوطنات وتوحش الاحتلال في الضفة الغربية وساءت ممارساته سواء من قوات الاحتلال أو قطعان المستوطنين.
وأوضح أن كل هذا يأتي مع مسار المقاومة الفلسطينية الذي وجد فيها الشعب الفلسطيني حافظا لحقوقه وأحيا القضية الفلسطينية بعد معركة سيف القدس التي دشنت فيها المقاومة فصلاً جديدا في النضال الفلسطيني.
ولفت الخبير الأمني الفلسطيني، أن كل هذا يقابله سلوك السلطة الفلسطينية التي وصفت خلال المعركة الأخيرة بسلوك العاجز الذي خرج من دائرة المقاومة إلى دائرة الانتظار والترقب وخرج في مظهر الراغب في جمع أموال الإعمار.
وبين أن في أعقاب تصاعد المقاومة وارتفاع القناعة الشعبية بدورها، وانخفاض رصيد السلطة الفلسطينية حتى بات أقرب إلى الصفر، جاء اغتيال الناشط السياسي نزار بنات الذي كان على رأس القائمة الانتخابية للمجلس التشريعي الذي ألغى مساره محمود عباس.
وأضاف العقاد أن ذلك صنف السلطة الفلسطينية شعبياً بأنها عبء عليه دون أي فائدة، مؤكداً أن اغتيال بنات كان الحجر الذي فاض به الشعب الفلسطيني غضباً على هذه السلطة التي ارتكبت جريمة سياسية بقتل ناشط سياسي عمداً وإخفاء الجناه التابعين للأجهزة الأمنية.
وأكد أن الحراك الفلسطيني الجماهيري المتصاعد ضد السلطة نتيجة عدم الاهتمام الكافي بمعاقبة وملاحقة الجناه، قائلاً إن الشعب الفلسطيني لا زال مؤمن أن السلطة مصرة على ممارسة القتل العمد لأنها لم تتعقب القتلة.
يشار إلى أن أمس السبت 3 يوليو/تموز 2021، تظاهر مئات الفلسطينيين وسط مدينة رام الله مطالبين برحيل محمود عباس بعد وفاة الناشط السياسي المنتقد لعباس نزار بنات خلال عملية اعتقاله الأسبوع الماضي.