رفعت حركة طالبان علمها فوق نقطة حدودية رئيسية بين أفغانستان وباكستان، وهو ما يشير إلى أنها سيطرت على المنطقة.
وتُظهر مقاطع الفيديو التي تُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي العلم الأبيض يرفرف فوق معبر سبين بولداك بالقرب من قندهار.
ونفى مسؤولون أفغان سقوط المنطقة، رغم أن الصور على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر المسلحين وهم يتحدثون مع حرس الحدود الباكستانيين.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن طالبان سيطرت على المعبر الحدودي دون مقاومة.
وفي الأسابيع الأخيرة، حققت طالبان تقدمًا سريعًا في جميع أنحاء البلاد، واستولوا على سلسلة من النقاط الحدودية من القوات الأفغانية، بما في ذلك المعابر مع إيران وطاجيكستان وتركمانستان.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تسحب فيه الولايات المتحدة قواتها من أفغانستان قبل الموعد النهائي في 11 سبتمبر الذي حدده الرئيس جو بايدن.
وسيطرت حركة طالبان- التي كانت تحكم البلاد قبل الغزو الأمريكي قبل 20 عاما- على عدد من الطرق الرئيسية في إطار سعيها لقطع طرق الإمداد إلى المدن الرئيسية.
ويعتبر المخفر الحدودي الذي يقسم بلدة سبين بولداك الأفغانية في إقليم قندهار من جهة ومدينة شامان الباكستانية من جهة أخرى، ثاني أكثر المعابر ازدحامًا بين البلدين.
وتربط مدينة قندهار بالموانئ الباكستانية، وتشهد مرور 900 شاحنة كل يوم.
وسيكون المعبر جائزة كبرى – رمزيًا واستراتيجيًا – إذا استمرت طالبان في الاحتفاظ به، كما ستمنحهم عائدات جمركية كبيرة من التجارة التي تتدفق ذهابًا وإيابًا وتوفر وصولًا مباشرًا إلى المناطق في باكستان، حيث من المعروف أن قادة ومقاتلي طالبان كانوا متمركزين منذ سنوات عديدة.
وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان، في بيان، للسكان والتجار إن “أمنهم مضمون”.
لكن المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية طارق عريان قال لوكالة الأنباء الفرنسية إنه بينما كانت هناك “بعض التحركات قرب الحدود.. صدت قوات الأمن الهجوم”.
وتكافح القوات الأفغانية لوقف تقدم طالبان عبر البلاد، والذي تسارع منذ اتفاق عام 2020 الذي أبرم مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وبموجب شروط تلك الصفقة، وافقت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو على سحب جميع القوات مقابل التزام من طالبان بعدم السماح لأي جماعة متطرفة بالعمل في المناطق التي يسيطرون عليها.
لكن طالبان لم توافق على وقف قتال القوات الأفغانية.
ويجري المسلحون الآن محادثات مع الحكومة الأفغانية- وهو أمر رفضوا القيام به في السابق- لكنهم لا يظهرون أي مؤشر على وقف هجماتهم.
ويخشى الكثيرون من أن قوات الأمن الأفغانية ستنهار بالكامل تحت الهجوم، حيث حذر الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش- الذي كان وراء قرار إرسال القوات في عام 2001- من أن عواقب الانسحاب الأمريكي من المحتمل أن تكون “سيئة بشكل لا يصدق”.