قال دبلوماسيون إن الأمم المتحدة ستختار الدبلوماسي السويدي هانز جروندبرج ليكون المبعوث التالي إلى اليمن، في رابع محاولة من المنظمة الدولية للمساعدة في إنهاء الصراع المدمر وتعميق الأزمة الإنسانية.
وفي حين أن الأمم المتحدة لم تعلن عن التعيين علنًا، توجه وزيرا خارجية سويديان سابقان- مارغوت والستروم وجان إلياسون- إلى وسائل التواصل الاجتماعي لتهنئة غروندبرغ على اختياره.
وسيحل جروندبرج محل مارتن غريفيث الذي سيترك منصبه لتولي دوره كرئيس تالي للشؤون الإنسانية العالمية للأمم المتحدة.
وفي الشهر الماضي، أعرب غريفيث عن “أسفه العميق” على “الفرص الضائعة” خلال جهوده التي استمرت ثلاث سنوات لإنهاء الصراع الذي طال أمده في اليمن.
ويأتي تعيين جروندبرغ وسط قتال عنيف في اليمن، مع تجدد هجوم الحوثيين على مأرب، آخر معقل متبقي للحكومة المدعومة من السعودية في شمال البلاد.
وحوّل القتال مأرب إلى نقطة محورية جديدة في اليمن، مما أسفر عن مقتل المئات من الجانبين، وأثار مخاوف من وقوع كارثة إنسانية حيث تستضيف مليون شخص نزحوا بسبب الحرب.
ودخلت السعودية وحلفاؤها الإقليميون، وعلى رأسهم الإمارات، حرب الحكومة اليمنية ضد المتمردين الحوثيين في عام 2015 وبدأت حملة قصف جوي واسعة النطاق.
كما فرض التحالف حصارًا جويًا وبحريًا قال إنه لمنع الحوثيين من تهريب الأسلحة إلى البلاد.
وبلغ عدد القتلى من الحرب المدمرة التي استمرت ست سنوات أكثر من 233 ألفًا، مع تحذير الأمم المتحدة من أن أكثر من 24.1 مليون شخص – حوالي 80 في المائة من السكان – يعتمدون على المساعدات الإنسانية والحماية للبقاء على قيد الحياة، بينما يعيش 58 في المائة في فقر مدقع.
وأشار الخبراء إلى أنه على الرغم من الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة للتوسط في وقف إطلاق النار، إلا أن الوضع خلال العقد الماضي تدهور فقط.
وقال بيتر ساليسبري، كبير محللي اليمن في “مجموعة الأزمات”، إن الوضع في اليمن منذ 2014 “انقسم إلى سلسلة من الدول الصغيرة تقريبًا” على أسس سياسية وجغرافية، بينما واصلت الأمم المتحدة التركيز على التوسط في اتفاق سلام بين الحوثيين والحكومة المعترف بها دوليًا.
وقال: “طالما أن الفكرة هي إطار الفريقين، حكومة وحدة في صنعاء بالإضافة إلى وقف إطلاق النار، لدي شعور قوي بأنه ستكون هناك مقاومة داخلية شديدة لمثل هذه الفكرة”.
وأضاف “نحتاج إلى أي مبعوث جديد يقوم بصياغة رؤية [أقل] للسلام، ولكن أكثر للعملية السياسية التي تأخذ في الاعتبار كل هذه العوامل ولا تتسرع في حل سريع ربما يناسب مصالح اللاعبين الدوليين ولكن من المرجح أن تشعل شرارة جولة جديدة وأكثر دموية من الصراع”.