شدوى الصلاح
أكد الناشط السياسي اليمني معاذ الشرجبي، أن الإمارات ليس من مصلحتها تحرير محافظة البيضاء لأنه يشكل خطر على تواجدها في اليمن وستكون منطلق لتحرير محافظات جنوبية كلحج والضالع من مرتزقتها المتمثلة في ميلشيا المجلس الانتقالي.
وقال في حديثه مع الرأي الآخر، إن مصالح الحوثي والإمارات تقاطعت في عدم تحرير البيضاء فتم التنسيق بينهم وبين الانتقالي التابع للإمارات لقطع خطوط إمداد التحالف لقبائل البيضاء ودعم الحوثي في استعادة المناطق التي سقطت منه بيد القبائل.
وأوضح الشرجبي، أن محافظة البيضاء لها أهمية استراتيجية لأنها تملك مفاتيح 8 محافظات هي “مأرب وصنعاء وذمار وإب، وفي الجنوب شبوة ولحج والضالع وأبين”، ومن يسيطر عليها سيتحكم بسير المعارك في الشمال والجنوب وسيمتلك ورقة ضغط قوية في أي مفاوضات قادمة.
وأشار إلى أن لذلك يستميت الطرفان “الشرعية والقبائل الموالية لها من جهة والحوثي من جهة أخرى” للسيطرة عليها، مبيناً أن ما حدث في البيضاء خلال الأيام الماضية أن قبائل البيضاء بعد 7 سنوات من الدفاع قررت الهجوم وتحرير محافظتهم من ميلشيا الحوثي بالتنسيق مع الجيش الوطني.
ولفت الشرجبي، إلى أن القبائل حشدت للمعركة وأعدت العدة ووضعت خطة لتحرير المحافظة وانطلقت المعركة بإشراف سعودي وبالتنسيق مع الجيش الوطني، وحقق القبائل انتصارات عظيمة وحرروا مناطق شاسعة واستطاعوا خلال ٤٨ ساعة تطويق مركز مدينة البيضاء.
وأضاف أن القوات أصبحت تبعد ٥ كم عن مركز مدينة البيضاء، وأصبح النصر وتحرير المحافظة قاب قوسين فأوعزت الإمارات للحزام الأمني في محافظة لحج التابع للانتقالي والموالي للإمارات بقطع خطوط الإمداد واعتقال الجرحى في النقاط العسكرية.
وتابع الشرجبي: “صمدت القبائل ثلاثة أيام أخرى حتى نفذت الذخيرة وارتفعت أعداد شهداءهم وجرحاهم بسبب قطع خطوط الإمداد، واضطروا للانسحاب من مواقعهم ومن المديريات التي حرروها خلال تلك الفترة، وتقدم الحوثيين واستعادوا تلك المناطق”.
واستنكر الناشط السياسي اليمني، غموض موقف السعودية أمام خيانات الإمارات، مشيراً إلى قول البعض إن الإمارات هي الوجه القبيح للسعودية، لأنها تمنع السلاح عن الجيش الوطني بينما لو امتلك الجيش السلاح النوعي الذي يمتلكه الانتقالي لحرر صنعاء وعدن خلال أسابيع.
وأشار إلى أن السعودية تدفع رواتب الانتقالي شهرياً بينما الجيش الوطني قرابة العام لم يستلم فلس واحدا من رواتبه، وتكدس أسلحتها في معسكرات في المهرة للسيطرة عليها بينما لو سلمت جزء بسيط من تلك الأسلحة للجيش لتحررت اليمن خلال شهر.
وأكد الشرجبي، أن السعودية أيضا تريد يمن ضعيف مشتت ولهذا أطالت حرب اليمن التي انطلقت منذ مارس/آذار 2015، حتى تصل إلى مرادها وتنفذ أجندتها الخاصة بالسيطرة على المهرة وغيرها، مشيراً إلى أن المملكة تستنزف القوى الوطنية والأحزاب المؤثرة في اليمن بإطالة الحرب.
يشار إلى أن المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً منع وصول الذخيرة والتعزيزات العسكرية إلى مقاومة آل حميقان في البيضاء، مما أسفر عن سقوط المحافظة من جديد بيد ميلشيا الحوثي بعدما كان القبائل وقوات الحكومة الشرعية على وشك تحريرها من قبضة الحوثي.