شدوى الصلاح
قال العضو المؤسس في المنظمة الأوروبية لحقوق الإنسان طه الياسين، إن التصعيد الإيراني ضد الأحواز في المدن الأحوازية، خطة للتطهير العرقي، مشيراً إلى أن الوضع في الداخل مأساوي جدا، والانتفاضة وصلت لأكثر من 17 مدينة أحوازية، للمطالبة بحقوق شرعية إنسانية بحتة.
وأوضح في حديثه مع الرأي الآخر، أن المواطنون الأحواز يطالبون بفتح السدود لتدفق المياه إلى المزارع والدواب، حيث أصبح الجفاف يعم منطقة الأحواز والناس لا تتحمل أكثر ما تحملته في تلك الفترة.
وأضاف الياسين، أن الأحواز خرجوا للشارع مطالبين بفتح المياه بسبب الجفاف والتهجير القسري، فإذا لم تفتح المياه سيضطر الناس لترك أراضيهم، ولهذا خرجوا مرددين هتاف “لا لا أو كلا كلا للتهجير”، لأن ما يحدث هي خطة للتطهير العرقي.
وأشار إلى وقوع الكثير من الشهداء حتى اللحظة هناك أنباء عن استشهاد 15 شخص، لكن المؤكد منهم تماما هم 8 أشخاص أما الـ7 الباقين ما زال البحث جاري عن مصدر موثق بأسمائهم وصورهم.
ولفت الياسين إلى اعتقال السلطات الإيرانية أكثر من 350 معتقل، وأكثر من 200 مغيب لا أحد يعرف أين ذهب بهم الأمن، وأكثر من 200 جريح، وما زالت الانتفاضة مستمرة، متوقعا مزيد من الانتهاكات من نظام قمعي لا يعرف سوى القتل والتهديد.
واختصر ما يحدث قائلاً: “ناس خرجت تطالب بالمياه وجابههم النظام الإيراني بالرصاص والحديد..”، داعياً إلى التصدي للنظام الإيراني الذي وصفه بأنه “نظام قمعي ومجرم يجب وضع حد له قبل أن يقتل أكثر في المدنين العزل”.
وحذر الياسين، من سقوط المزيد من الضحايا إن لم نضغط على إيران إعلامياً وحقوقياً بشكل رسمي وغير رسمي وأن تقف الشعوب معنا حتى لا يكون هناك ضحايا كما حدث في انتفاضة 2017 بسبب البنزين وكان هناك قمع كبير جدا وكان هناك 4 ألاف قتيل و15 ألف معتقل.
وتحدث عن استخدام النظام الإيراني وسائل جديدة لقمع المتظاهرين ومسيلات دموع جديدة ينتشر تأثيرها في محيط المتظاهرين لكيلو متر بعدما كان مداها لا يصر 10 أمتار، وتسبب الاختناق وكأنها مواد كيميائية وليست مسيلة للدموع.
وأشار الياسين إلى أن منظمته لديها فيديوهات توثق سقوط الأطفال داخل البيوت جراء تأثير المواد الكيميائية المستخدمة من قبل الأمن، وإحداثها اختناقات وإجهاض للحوامل، لافتاً إلى ورود معلومات بأن المواد روسية الصنع حصلت عليها إيران لقمع المتظاهرين.
وذكر بأن النظام الإيراني قطع الأنترنت ويحاول الأحواز بالخارج التواصل مع الأحواز بالداخل من خلال اتصالات بطريقة أخرى مثل الثريا أو اتصالات عبر المناطق المجاورة للأحواز.
وأكد الياسين تواصل منظمته مع منظمة هيومن رايتس ووتش، والعفو الدولية وغيرها، ومنظمات أنجلو ومؤسسات شعبية، إلى جانب الحكومات الغربية، لافتاً إلى إصدار الخارجية الأميركية بيان يطالب النظام الإيراني عدم قمع المظاهرات السلمية.
وأفاد بأن ما يحدث من تدمير وحرق توثقه الصور والفيديوهات التي تثبت أن أمن النظام الإيراني هو من يقوم بحرق المحلات والممتلكات ليتهم المتظاهرين بالإرهاب ويخلق الأعذار للتدخل الأمني، موضحاً أن النظام الإيراني يريد عسكرة المظاهرات السلمية.
وبين الياسين أن الأحواز مهمة للنظام الإيراني لثقلها الاقتصادي، حيث تمثل 95% من السلة الغذائية لإيران من الأحواز، كما يرغب النظام في السيطرة على البترول والغاز الأحوازي والمياه، على حساب الأحواز والأقليات الأخرى، ويصادر الأموال لصرفها على مشاريعه التوسعية في المنطقة.
وأضاف: “يستهدف الأحوازيين بالتحديد، لأنهم إذا أرادوا أن يوقفوا إيران فهم يستطيعون وهذا ما قاموا به حينما انتفضوا لإسقاط البهلوي في 1970، وقتما أوقفوا تدفق البترول بمنع الشركات من العمل نظرا للثقل الاقتصادي الكبير بالأحواز من شركات البترول وشركات الغاز والمياه”.
وتابع الياسين: “لذا إذا ثار الأحوازي ضد نظام الخميني سيسقطه كما أسقط البهلوي سابقاً، فإذا استطاع الشارع التركي التحرك، حيث أنهم ما بين الـ 30 و 35 مليون سيستطيعون بالتكاتف مع الأحواز إلى جانب أذربيجان ذات الثقل المجتمعي إسقاط النظام الإيراني”.
واستطرد: “إنهم يريدون ذلك ولكن يحتاجون للدعم الإعلامي العربي والغربي أيضا، لأن النظام الإيراني نظام قمعي لا يعرف إلا القوة والإرهاب بالنار والحديد، وما نرجوه من الصحفيين والإعلامين والحقوقيين والمسؤولين بالوقوف معنا”.