أدانت الفصائل الفلسطينية بشدة، يوم الأحد، الأحكام القاسية التي أصدرتها محكمة سعودية بحق عشرات الفلسطينيين المعتقلين في سجون المملكة.
وعبّرت حركة حماس عن صدمتها من الأحكام التي أصدرها القضاء السعودي بحق عدد كبير من الفلسطينيين والأردنيين، المقيمين في المملكة.
وأكدت حماس في بيان أن هؤلاء “لم يقترفوا ما يستوجب هذه الأحكام القاسية وغير المبررة، فضلاً عن المحاكمة، فكل ما فعلوه هو نصرة قضيتهم وشعبهم الذي ينتمون إليه، دون أي إساءة للمملكة وشعبها”.
واستهجنت الأحكام القاسية غير المستحقة بحق غالبية المعتقلين، ورحبت في نفس الوقت بأحكام البراءة التي صدرت الآخرين.
ودعت حركة حماس القيادة السعودية إلى سرعة الإفراج عن المعتقلين وإنهاء معاناتهم ومعاناة عائلاتهم التي مضى عليها ما يزيد على السنتين.
أما حركة الجهاد الإسلامي فقالت: “نستنكر وندين بشدة حملة الأحكام الظالمة والجائرة التي طالت عددًا من المواطنين الفلسطينيين المقيمين في السعودية، بتهم دعم صمود شعبنا في الأرض المحتلة”.
وأكدت الجهاد الإسلامي في بيان أن “هذه الأحكام الظالمة وغير المبررة لا تتفق وشريعة الإسلام وقيم العروبة في الدفاع عن المسجد الأقصى وشعبنا المظلوم الرازح تحت الاحتلال الصهيوني”.
من جهتها، قالت لجان المقاومة في فلسطين إن الأحكام السعودية الجائرة “تستهدف صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته، وهي عدوان إرهابي على كل مكونات الشعب الفلسطيني”.
وأضافت في بيان “هذه أحكام سياسية بامتياز وليس لها علاقة بأي تهم جنائية، وما يجري هو في إطار محاصرة الشعب الفلسطيني ومقاومته التي أقضت مضاجع العدو الصهيوني وأذنابه ووكلائه في المنطقة”.
ورأت أن ما يحدث “وصمة عار على جبين حكام السعودية وجريمة أخلاقية وسياسية وقيمية”.
ودعت لجان المقاومة في فلسطين “النظام السعودي إلى مراجعة نفسه وإلغاء هذه الأحكام الجائرة، وإطلاق سراح كافة المعتقلين في سجونه دون قيد أو شرط”.
وحثت “الشعب السعودي الشقيق على إعلاء صرخته في وجه هذا الظلم الذي يستهدف القضية الفلسطينية ولا يخدم إلا العدو الصهيوني”.
أما حركة “الأحرار” الفلسطينية، فقالت إن الأحكام “سياسية وغير قانونية ووصمة عار على جبين نظام السعودية الذي يلعب دورًا تآمريًا على شعبنا وقضيته خدمة للاحتلال الصهيوني”، على حد قولها.
وذكرت الحركة في بيان أن الأحكام تهدف إلى “إرضاء الكيان الصهيوني وتشويه صورة نضال شعبنا ومقاومته”.
وأضافت “النظام السعودي ارتكب خطيئة سياسية ستسجل في صفحات تاريخه البائس باعتقاله لأبناء شعبنا دون تهمة أو مخالفة ثم إصدار الأحكام الجائرة بحقهم بهذه الطريقة المخالفة لكل الأعراف والقوانين”.
ودعت السلطات السعودية لـ”التراجع عن هذه الجريمة النكراء وإطلاق سراح المعتقلين فورًا وخاصة في ظِل الحالة الصحية المتردية لعدد منهم”.
وذكرت أن “الفلسطيني كان ولازال خط الدفاع الأول عن الأمة في مواجهة الاحتلال، وعلى الأمة بكل مكوناتها وأنظمتها أن تدعمه وتعزز من صموده لا أن تلاحقه وتعتقله وتزج به في سجونها خدمة لأهدافها وسياساتها وارتباطاتها الخارجية مع الصهاينة وغيرهم”.
ودعت “كافة أحرار شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية والعالم أجمع لاتخاذ موقف واضح وجدّي وعاجل لوقف هذه الجريمة النكراء والضغط على السعودية للتراجع عنها فورًا وإطلاق سراحهم”.
وكانت مصادر فلسطينية أفادت بأن محكمة سعودية أصدرت، اليوم، أحكامًا قاسية بحق عشرات المعتقلين الفلسطينيين والأردنيين بتهمة دعم “الإرهاب” (المقاومة الفلسطينية).
وأوضحت المصادر أن محكمة بالرياض أصدرت أحكامًا بحق 69 فلسطينيًا وأردنيًا، بينهم 10 يحملون الجنسية السعودية، تراوحت بين السجن 22 عامًا وأربعة أعوام، فيما حكمت على عدد قليل بالبراءة، وأخلت سبيل آخرين مكتفية بمدة التوقيف.
وبيّنت المصادر أن المحكمة أصدرت حكمًا بسجن ممثل حماس السابق في السعودية الدكتور محمد الخضري بالسجن 15 عامًا مع وقف التنفيذ نصف المدة، رغم معاناته من مرض السرطان، كما حكمت على ابنه هاني بالسجن 4 سنوات.
وأشارت إلى الحكم على محمد العابد بالسجن 22 عامًا، ومحمد البنا 20 عامًا، وأيمن صلاح 19 عامًا، ومحمد أبو الرب 18 عامًا، وشريف نصر الله 16 عامًا.
كما حكمت المحكمة السعودية على جمال الداهودي بالسجن 15 عامًا، وأبو عبيدة الأغا 13 عامًا، وباسم الكردي 7 سنوات، وصالح قفة 5 سنوات، وموسى أبو حسين 4 سنوات، وأيمن العقاد 4 سنوات.
ولفتت المصادر إلى الحكم على الصحفي الأردني عبد الرحمن فرحانة بالسجن 20 عامًا، وعلي الشويكي بالسجن 12 عامًا.
وذكرت المصادر أن المحكمة قضت ببراءة محمد قديح، ومحمد يعيش، ومحمد أسعد، وأدهم غزال، ومحمد رواح.
وأكدت أن المحكمة منعت حضور عائلات المعتقلين جلسة النطق بالحكم، باستثناء فرد واحد من كل عائلة.
وكشف المصادر عن أن عائلات المعتقلين الفلسطينيين والأردنيين في السعودية أصيب بانهيار جراء الأحكام الجائرة.
واعتقلت السعودية هؤلاء منذ نحو سنتين بتهمة دعم المقاومة الفلسطينية.