شدوى الصلاح
حذر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني إبراهيم المدهون، من تداعيات منح الاحتلال الإسرائيلي صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي، قائلاً إن لها أطماع في قارة إفريقيا منذ خمسينات القرن الماضي، وتعتبرها “منجم ذهب” يمكن استغلاله لصالح مشروعها الصهيوني.
وأوضح في حديثه مع الرأي الآخر، أن هناك تسلل إسرائيلي لبعض الدول الإفريقية لتحقيق تلك المطامع، لكن الدول الإفريقية كانت دائما مساندة للشعب الفلسطيني في قضيته وكان تأثير الدول العربية كبير على الاتحاد الإفريقي.
وأضاف المدهون، أن الاحتلال الإسرائيلي يريد الآن استغلال الثروات الإفريقية إن كانت مائية أو معدنية لأن إفريقيا تعتبر من أهم المناطق الغنية بالعالم، بالإضافة إلى أن الدول الإفريقية باتت تريد تحقيق نهضة.
وأشار إلى أن الاحتلال يحاول فرض سيطرته عليها لتحقيق نفوذه والاستقواء بها على المشروع العربي، معرباً عن أسفه لأن بعض الدول لم تنتبه لذلك ولم تضع الخطر الإسرائيلي في إفريقيا على قمة أولوياتها، وتقاعست عن كشفه ومواجهة التوغل الإسرائيلي في قارة إفريقيا.
وأوضح المدهون، أن إسرائيل تريد من انضمامها إلى الاتحاد الإفريقي زيادة شرعيتها وهيمنتها في المنطقة واختراق الدول والاتحادات التي يصعب عليها دخولها والتي كانت مساندة سابقاً للفلسطينيين، معتبراً انضمامها للاتحاد ومن ثم منحها صفة مراقب “طعنة للفلسطينيين”.
وبين أن الوجود الإسرائيلي بالاتحاد الإفريقي يعزز من مكانتها إقليمياً ودولياً، ويفتح لها المجالات لزيادة التوغل في البلاد الإفريقية لتقنع بعض الدول الرافضة للتطبيع وإسرائيل بالعلاقات معها.
ولفت الكاتب الفلسطيني، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي مشروع توسعي لا يكتفي بوضعه ولديه استراتيجية نحو إفريقيا والتمدد فيها ونسج وأخذ ثرواتها، لأن إسرائيل غير مطمئنة للدول العربية ولهذا تريد التمدد في العمق الإفريقي لمحاصرة العرب والعبث بحدائقهم الخلفية.
وتابع: “يبدو أن إسرائيل استغلت الثغرات بالاتحاد الإفريقي وعلاقتها مع رئيس الاتحاد الإفريقي، وهذا يدل على ضعف اللوبي العربي أو تواطئه مع الصهاينة”.
وتساءل عن أسباب غياب موقف الدول العربية المنضمة للاتحاد الإفريقي وكيف سمحت للاحتلال الإسرائيلي أن يسجل هدفاً خطيراً في هذه المرحلة خاصة وأن كثير من الدول العربية تعاني من العبث الإسرائيلي.
وأشار المدهون، إلى أن مصر من بين تلك الدول، خاصة أنها مهددة بموضوع أمني ولعب الاحتلال الإسرائيلي دورا خبيثاً في إثيوبيا وفي حشد القوى الدولية لصالح سد النهضة، وهناك أيادي خبيثة في سد النهضة.
وتوقع ألا يكتفي الاحتلال الإسرائيلي بذلك بل ستسيطر أكثر وأكثر على مصادر ومنابع المناجم في إفريقيا، محذراً أعضاء الاتحاد الإفريقي من أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل على نهب الثروات ومحاصرة الشعوب والدول، وقائم على استراتيجية إضعاف الدول العربية.
واستهجن موقف بعض الدول مثل السودان والصومال والمغرب، تجاه انضمام إسرائيل للاتحاد الإفريقي ومنحها صفة مراقب، قائلاً إن موقفهم عليه علامات استفهام ونتمنى أن يراجعوا موقفهم تجاه الاحتلال الإسرائيلي ويعلموا أنه خطر عليهم كما أنه خطرا على فلسطين.
يشار إلى أن وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي أعلنت في بيان لها في 22 يوليو/تموز 2021، أنها ستنضم إلى الاتحاد الإفريقي كدولة بصفة مراقب، فيما اعترضت 7 دول عربية على القرار.
ورد رئيس مفوضية الاتحاد موسى فقي، بأن هذا القرار يقع ضمن اختصاصه الكامل دون أن يكون ملزم بأي إجراء إجرائي سابق، موضحاً أنه استند في قراره على أساس الاعتراف بإسرائيل وإعادة العلاقات الدبلوماسية معها بأغلبية تزيد عن ثلثي الدول الأعضاء في الاتحاد.